للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

برنامج (دوهيه) عسير التحقيق، إلا في تلك الأحوال الخاصة التي أنقضَّت فيها دول كبرى على دول صغرى ضعيفة لا تملك من تلك المقاتلات كثيراً

انهار إذن صرح (دوهيه) وهو أحسن ما شيد في سبيل تحقيق سيادة الطيران على ميادين القتال. فدعونا إذن من تخيلات المتخيلين، ولنخضع لما لا محيد عنه وهو أن الجيوش الزاحفة على الأرض ستظل العامل المسيطر ما عش الإنسان مثلها على سطح الأرض، وأن الأساطيل البحرية ستظل أقوى ما يؤثر على نشاط الصناعة والاقتصاد ما شقت السفن التجارية عباب الماء بشحناتها الغذائية أو مواد الصناعة الأولية. أما الطيران فستحتل ولاشك مكاناً تزيد أهميته بمر السنين، ولكنه سيظل دائماً أبداً السلاح المعاون لا الركن والأساس

أظهر الطيران تفوقه على غيره من وسائل الحرب في شئون الاستطلاع، فعم استعماله هناك، وفضل المدفعية في المقدرة على المسارعة بنيران تساعد قوات شقت طريقها للأمام سريعاً، بواسطة منقضات بنيت لهذا الغرض خصيصاً. وتمكن من التوغل بالقاذفات داخل بلاد الأعداء، وهذا ما لم يتوصل إليه أحد من قبل، وقدم المقاتلات تمد من تلك القاذفات، بل تشتتها أحياناً قبل وصولها إلى الأهداف، وهذا ما لم تقو عليه المدافع المضادة للطائرات.

وهكذا أصبح الطيران من أهم الأسلحة المعاونة، لا يجوز الاستغناء عنه بأية حال، خصوصاً إذا ارتد جيش منهزم أمام عدو يلاحقه، أو ارتحلت فوق البحر قوات حوصرت من البر، أو انتقلت جنود أثقلها العتاد من سفن حملتها إلى شواطئ الأعداء؛ أحوال تكون فيها الجيوش أو السفن متعرضة أشد التعرض لهجمات الجو، وتكون طائرات الأعداء فيها متهالكة على الأهداف، لا يردعها إلا سلاح من نوعها أقدر على محاربتها في نفس ميدانها، ومنازلتها بنفس وسائلها.

حسين ذو الفقار صبري

<<  <  ج:
ص:  >  >>