أنت تبقى في جوها عايش مهني ... والسجارة تبقى زيي في مرارها
خد سجارة، وهات سجارة
السجارة لما تيجي وتواسيك ... تنكوي بتارك ومن شوقك تبوسها
هي بتْصون الجميل حرام عليك ... بعدما تحرقها بالأقدام تدوسها
خد سجارة، وهات سجارة
وهذه القطعة قوية جداً في الإبانة عن الغرض الذي نُظمِت فيه، ولكن محطة الإذاعة تنسى أن ما يبيحه جو الرواية لتصوير إحدى الحالات النفسية لا يباح عرضه على جماهير بريئة يؤذيها الإيحاء بجمال الدخان
جو الرواية المسرحية أو السينمائية قد يدعو إلى تجميل إحدى الرذائل ولكنه قد يسوق بعد ذلك عبرة تقتل السم الذي بثه المنظر الأول، وبهذا يتعادل النضال بين السم والترياق
فما عذرُ محطة الإذاعة في أن تبثّ داءً بلا دوار؟
الحادث الثالث: رأيت في أحد الأفلام ممثلاً يدخن بإسراف مع أنه صديق أعرفه منذ سنين، وهو يبغض الدخان، فلما سألته عن السبب أجابني بأن الأفلام المصرية تجعل الناس جميعاً مدخنين فما هذا الذي نرى؟
أنُزّور الحياة المصرية لتشابه الحياة الأمريكية؟
أنكذب على الواقع في سبيل الفن، مع أن غاية الفن هي أن يجسم المحاسن والعيوب، حين يراد به تهذيب الأخلاق؟
اللهم حوالَيْنا ولا علينا!!
أين الرسالة؟
حدثت قرائي مرة أني رفضت أن تُهْدى إليّ الرسالة، لأني أجد أنساً في اشترائها من السوق، كأني أوجه تحية إلى صاحبها الصديق. وبالأمس انقبض صدري حين حدثني باعة الجرائد أنها احتجبت لعدم وجود الورق، ثم لطف الله فعرفت بعد ذلك أنها اكتفت بطبع