إلى ذلك - وما توفيقي إلا بالله - فقد قرأت في (عبقرية عمر) للأستاذ الكبير العقاد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل متمم بن نويرة، وكان هذا شديد الحزن لمقتل أخيه مالك: - ما أشد ما لقيت على أخيك من الحزن؟ فقال: كانت عيني هذه قد ذهبت فبكيت بالصحيحة فأكثرت البكاء، حتى أسعدتها العين الذاهبة وجرت بالدمع. ثم قرأت هذه الأبيات في الجزء الثالث من شرح ديوان الحماسة فوجدت التبريزي الشارح رحمه الله يعلق على البيت السالف بقوله: وإنما قال: (بكت عيني اليسرى) لأنه كان أعور
وبذلك سقط الاعتراض وصح الافتراض. والله أعلم.
إبراهيم محمد نجا
الشعر وجامعة فاروق
نهضت الحركة الأدبية بالثغر الحبيب نهضة مباركة منذ بزغت شمس جامعة فاروق. ولا غرو فإن حيوية الأدب لا تنشر وتكتسب كما قال أستاذنا الكبير الزيات، إلا (بمخالطة الصفوة من رجال الأدب. . . وأنه إذا كان الاستمرار على دراسة الروائع الأدبية ضروري لضمان الخلود، فإنه ولا ريب يكون لذوي الفرائح الناشئة ضرورياً لاستكمال الوجود)
وإن أصدق شاهد على صدق هذه القولة الحكيمة من صاحب (الرسالة) الغراء، أن روح الأدب قد تألقت مع إنشاء الجامعة الجديدة؛ فكان من مظاهر هذه النهضة تكوين جماعة للشعر لأول مرة في كلية الحقوق يشرف عليها مدرس الشريعة الأستاذ عبد الفتاح البانوبي، ويرأسها الشاعر حسين محمود البشبيشي
ولقد أقامت الجماعة مهرجانها الأول بدار الجامعة في الأسبوع الماضي، ألقيت فيه بعض القصائد الجياد. وستوالي الجماعة إقامة مهرجاناتها الشعرية شهرياً، وستختمها بمهرجان كبير يشترك فيه شعراء الإسكندرية المبرزون