وكلية الآداب هي أول معهد مصري فكر في إمداد الصحافة بقوى جديدة مزودة بأهم أقوات الأذواق والعقول، وسيكون لأبناء معهد الصحافة تأثير جميل في صحافة الجيل الجديد
أيها السادة
ستسمعون في هذه الليلة كلاما في تجريح الجامعة، من أبناء الجامعة أنفسهم فلا تظنوا ذلك التجريح من صور العقوق وإنما يجب أن تعدوه من صور الوفاء، لأنه من أقوى البراهين على أن الجامعة أدت رسالتها خير أداء
أهم رسالة من رسالات الجامعة هي خلق القلق الروحي والعقلي، فان غلبني مناظري في هذا المساء فسيكون فوزهم تأييدا لحجتي. وهل تنسون أن الأشبال لا يصاولون آباءهم إلا بعد أن يصبحوا من الأسود؟
لا اعرف ما الذي سيقول مناظري الفضلاء، ولكني أخشى أن يفوتهم مقتل هو اضعف مقاتل الجامعة المصرية، وهو عجزها الفاضح عن أن تجعل اللغة العربية لغة التدريس في جميع المواد بجميع الكليات
لقد قضيت عشر سنين في الدعوة إلى هذا المبدأ القومي، فما استمع مستمع ولا استجاب مستجيب، فليلتفت مناظري إلى هذا المقتل، وليقولوا لرجال الجامعة أن السبات قد يفضي إلى الموت ثم إلى الفناء
لا يجوز في أية جامعة أوربية أو أمريكية أن يودي امتحان بغير اللغة القومية، إلا أن يكون امتحانا في إحدى اللغات الأجنبية، أما الجامعة المصرية فتسمح بان يؤدي الامتحان بغير اللغة العربية في المباحث الإسلامية، وهذا هو الكفر بعد الإيمان!
قولوا وأطنبوا، فإن لم تفعلوا - وستفعلون - فسآخذ الكلمة من أفواهكم لأسمع الجامعة ما تحب أن تسمع، فرضاها عن هذه الحال رضا اليأس، لا فرح التحليق في أعالي الأجواء.
جولوا وصولوا، يا بني الأم الروحية، وقاتلوها وقاتلوني، لأرى أنكم وهبتم العزائم الفواتك، والأرواح الصحاح
أنا أثنيت على الجامعة بالحق، فجرحوها بالحق، لتأمنوا صيالي في ردكم إلى شرعة العدل