التأليف عندنا، فما رأى هذا العصر أقوى من كتاب الأدب الجاهلي وكتاب النثر الفني، من حيث البلبلة الفكرية في الحياة الأدبية. ونحن الذين غيرنا اتجاه الأدب في مدارس الدولة من حال إلى أحوال
والترجمة عندنا، فأبناء كلية الآداب هم الذين ترجموا دائرة المعارف الإسلامية مع تحقيقات يعترف بقيمتها المؤلفون الأصلاء
والشعر عندنا، فليتقدم لمصاولتي في الشعر من يطيق، ولن يطيق
والمجد القومي عندنا، ففي كليتنا الغالية أقيمت معاهد للدراسات الأثرية من فرعونية وإسلامية، بحيث يستطيع الفتى المصري أن يعرف فضائل الأجداد والآباء
ونحن الذين فكرنا في أن يكون مدرسو اللغات الحية مصريين لا أجانب، ويشرفني أن أكون صاحب هذا الاقتراح، وقد نفذه العدو الصديق طه حسين
ونحن الذين ابتدعنا الرحلات العلمية إلى البلاد العربية، ومن الطريف أن أنص على أن الحج الجامعي إلى بيت الله الحرام هو من ابتكار كلية الآداب، وقد وصلت عدواه إلى طلبة الأزهر الشريف، فتذكروا أن الحج من أركان الدين الحنيف
كليتنا عظيمة التأثير في الجيل الجديد، ولا ينكر فضلها إلا مكابر أو جحود
أيها السادة
لكليتنا الغالية أمجاد جديرة بالتسجيل، وأخص تلك الأمجاد حرية الفتاة في ارتياد المعاهد العالية، وهذا لم يقع بمصر لأول مرة إلا في كلية الآداب
كانت رفيقتي في دروس الأدب والفلسفة والتاريخ فتاة لطيفة الروح، وهي الآنسة مي ربيبة الجامعة المصرية، وعنوان الكاتبة الموهوبة في اللغة العربية
وأنا لم اشترك في رثاء هذه الكاتبة، لأني لا أزال أراها رأي القلب، ولاني لا احب أن اصدق أن الفناء يجوز على شبابها الجميل، وكان من بسمات الوجود
وقبل أن تموت مي رأيت تأثير كلية الآداب حين زرت الموصل في ربيع سنة ١٩٣٨، فقد رأيت المدينة كلها مشغولة بكتاب أخرجته فتاة من طالبات كلية الحقوق
كلية الآداب هي أول معهد مصري أباح اختلاط الجنسين في المعاهد العالية، وهو مبدأ يرضى عنه قوم ويغضب عليه أقوام ولكنه مبدأ، وللمبادئ قيمة، ولو أقيمت أساسها على