ثم بعد أيام تناولت ديوان (النسمات) وسحت في رياضه وغياضه مستقبلاً عذب نسماته، فإذا بي أعثر فيه على قصيدة تماثل تلك التي اقتطفتها من روض (الملاح التائه، أو بحره. وهي تحمل عنواناً دانياً من عنوانها هو (صباح الشاعر، وتحمل معاني وأهدافاً ووزناً وألفاظاً مثلها. فأستوقف نظري هذا (التماثل) الغريب واحتار فكري أمام هذا - الاتحاد - المريب. فهل هو يا ترى من باب (توارد الخواطر أو يدخل في (الباب الآخر)؟
(مكة المكرمة)
عبد القدوس الأنصاري
أيها الشاعر استفق ذهب الليل ... فقم ويك حي نور صباحك
الرسالة والورق
لِمَ يا أيامُ غيْبتِ الرسالةْ ... مشرع الحق الذي أجرى زلالهْ
والربيعَ الطلق في إشراِقه ... ناشراً في صفحةٍ الكون جمالهْ
والسنا اللماحَ في أنوارِه ... ضربَ العِلم على أيدي الجهالهْ
(ورق الطبع) لئن غابت فمن ... بعدها يحملُ أعباَء الرسالهْ؟
مصطفى علي عبد الرحمن
في العلاقة اللفظية بين اللغات
إن التشابه اللفظي بين بعض كلمات من لغات مختلفة، حقيقة قد تثير الدهشة لدى الكثيرين؛ ومن السهل والطريف معاً تتبع ذلك عند من يلم بأكثر من لغة واحدة. على أن التعليل لهذه الظاهرة يسير واضح يتلخص في أن الحروف التي تتحرك بها عضلات اللسان محدودة لا تتجاوز الثلاثين، في حين تتنوع لغات البشر وتتعدد، ويرتفع عدد الكلمات في بعضها إلى عشرات الألوف ومئاتها. فإذا قلنا نحن (نير) مشيرين إلى هذه الأداة التي توضع على عاتق الثور، قال الإنجليزي يعنون الداني أو القريب. . . وهكذا.
ويبدو لي أن عالمنا اللغوي الكبير الأستاذ (الأيوبي) يستقري أمثال هذه الكلمات الأعجمية - خلال بعض إجاباته - قاصداً ردها إلى أصل عربي قد لا يرتبط بها في شيء إلا أن