من كل يوم يكفي للظفر بالزاد الذي يغني عن سؤال الناس
وميادين الحياة في كل أرض تتسع للعيش، العيش الذي يطلب بالعمل لا بالسؤال
إن الفقر هو انعدام الرزق، والغنى هو وجود الرزق
أقول هذا لأدفع وهما من أسخف الأوهام، وهو الوهم الذي يقول كاذباً بأن الأغنياء هم الذين يملكون القصور والبساتين، وأن الفقراء هم الذين لا يملكون قصوراً ولا بساتين
العامل الذي يكسب خمسة قروش في اليوم ليدخل على أهله في المساء ومعه القوت الحلال من الخبز والبصل والفول هو من كبار الأغنياء
والخادم الذي يصدُق في بيت مخدومه ويقدّم لأهله في كل شهر عشرات القروش هو من كبار الأغنياء
الغني الحق هو انعدام الاحتياج الى الصدقات، فما تجوز الصدقة إلى على من يحرم القدرة على الكسب الشريف
ومن قال غير هذا القول فهو كاتب يتملق المجتمع ويطمع في شهرة محرّمة، والشهرة كالرزق فيها حرام وحلال
إن التباكي أو البكاء لن ينفع الفقراء بشي، ولو جمعت دموع الباكين من الكتاب والشعراء والخطباء لكانت أقل من أن تملأ كوباً ينفع غلة فقير ظمآن
أدباؤنا لن يؤدوا رسالتهم الأجتماعية إلا يوم يستطيعون إقناع الكنّاس بأنه يؤدي مهمة وطنية
لو كان في مصر أدبٌ اجتماعيٌّ صادق لكان من ثماره أن يتغنى الكنّاس بفضل مكنسته وهي من أظهر شواهد المدنية
ولكن الكناس يجد من أدباء مصر من يبكي على مصيره بكاء التماسيح
الغبار يؤذي الرئتين فيورث السل
كذلك قال الأطباء
فهل سمعتم أن كناساً مات بالسل؟
إن الله يحمي الكناسين، لأنهم يؤدون خدمة عمومية، ولم يبقى إلا أن يفهم الكناسون هذا المعنى، ليدركوا أنهم جنود جندهم الوطن لخدمة الإنسانية