للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الذين جاؤوا بعد أبي الطيب وأبي علي الفارسي لم يجدوا في كلام العرب جمعاً، ولا اسم جمع، ولا شبه جمع على فعلى، بكسر الأول. أفهذا صحيح؟

قال فخر اللغويين المتأخرين، وإمام أئمتهم، الشيخ محمد محمود الشنقيطي، في حاشية له على المخصص ٨: ١٥٦ ما هذا نصه بحروفه:

(قلت: قول علي بن سيدة: الحجلى الخ خلاف الأصح؛ وقلده فيه من قلده. والأصح أن فعلى بالكسر من أبنية الجمع النادرة، ولم يسمع منها إلا لفظتان، وهما: الحجلى هذه والظربى جمع الظربان. ونظمها شيخ شيوخ مشايخنا المختار ابن بون في احمراره ذيل الألفية، حيث قال رحمه الله تعالى: فعلى بما أجمع ظربان حجل، وليس باسم الجمع في القول الأجل ومن الدليل على ذلك الحكاية المحفوظة المروية عن سيف الدولة.

روى عنه أنه سأل ليلة أصحاب سمره، وفيها المتنبي فقال لهم: كم من جمع لنا على فعلى؟ - فأجابه المتنبي في الحال بقوله: حجلي وظربى، وكان في مجلسه ذلك العلماء والأدباء والشعراء، وفيهم أبو علي الفارسيّ، فلم يزد واحد منهم لفظة تثلثهما.

(وبعد انتهاء المسامرة، ذهب أبو علي إلى بيته، وسهر يطالع كتب اللغة العربية، فلم يجد لهما ثالثة، فبسبب ذلك كان يتعجب من حفظ المتنبي لغة العرب، وتبحُّره فيها

(قلت: وجد الدماميني بعد قرون لفظة ثالثة وهي: معزى جمع معز، ونظمها أستاذنا وشيخنا عبد الوهاب جدود بقوله:

وثالث اللفظين لفظ يَعْزَى، إلى الدماميني وهو مِعْزَى انتهى وكتبه راويه حافظه محقّقه محمد محمود لطف الله تعالى به. آمين.) انتهى

أقول وأنا صاحب هذا المقال: ويزاد على الثلاثة المتقدم ذكرها ستة أخر وهي:

الأول: العرقي جمع عرقاة. قال في المخصص (١٥: ١٨٧): والعرقي جمع عرقاة. من قولهم: أستأصل الله عرقاتهم. عن الفارسيّ، ولم يحكها غيره.) اهـ. قلنا: وكفى بالفارسي حجة ثبتاً؛ مع أننا رأينا أنه طالع كتب اللغة فلم يعثر على مثال ثالث على فعلى، فيكون وجده بعد بحثه الأول عنه.

الثاني: قال الجوهري: العِمقي، بكسر العين، شجر بالحجاز وتهامة. كذا يرى في النسخة المطبوعة في بولاق. وفي أربع نسخ خطية قديمة عندنا، وإحداها منقولة عن نسخة المؤلف

<<  <  ج:
ص:  >  >>