مرضنا فما عادنا عائد ... ولا قيل أين الفتى الألمعي
لعل له عذراً وأنت تلوم. ومن الناس من لا يحب أن يجد صديقه هزيلاً، فكيف به يرضى أن يراه عليلاً!
تحولوا عن هؤلاء وعن هؤلاء، واتجهوا دائماً إلى أصدقائنا الأطباء
إن الطبيب هو الصديق الطبيعي للمريض
وإذا لم يستطع الطبيب أن يكون صديقاً للمريض فلماذا أراد أن يكون طبيباً!
ليس يكفي أن يكون الطبيب عدواً للمرض حتى يعتبر صديقاً للمريض!
يتقدم المريض إلى الطبيب وهو يود أن يكون له كل ما يريد تلك ظاهرة من ظواهر المرض لا تخفى على أحد
غير أنها قد تفوت على من لا يجب أن تفوت عليه، نعم تفوت على الطبيب، تمر عليه دون أن يقيم لها وزنا ً - هنالك يختل ميزان الإنسانية، لأنه بيد الطبيب، ولا يعود المريض، ولا غير المريض، يرى في الطبيب ذلك الهيكل القدسي الذي يقصد إليه ليلقي بالروح والجسد بين يديه. . .
ولكن المريض كالغريق، يتعلق بكل ما يرى وما يجد - إذن فيا رحمة الله اهبطي على قلب الطبيب! ويا سكينته انزلي على قلب المريض، ويا الله ألطف بهذا الإنسان، وهذا الإنسان. . .
وهكذا لن يستطع المريض أن يفر من رحمة الله، فقد وسعت رحمته كل شيء، وإلى أي النواحي اتجه، وإلى أي المؤاسين قصد، ففي رحمة الرحمن البرء والرضا والأمان
وإن لله لحكمة بين الناس في دنيا الأمراض، إذ يولد ابن آدم وليس عليه غير الصحة والعافية، حتى إذا استلمها أخذ يخضعها لأغراض في الحياة مدى الحياة، ثم يذهب وقد ذهبت عنه الصحة والعافية وأغراض الحياة. . .
وإن في المرض لآية يدرك بها المرء معنى الصحة، وإنها هي الحياة، وإنها من الله وانه لا شيء سواها، ولا أحد سواه
خذ نفسك أيها المريض بيقين الشفاء، وجسمك بصحيح العلاج، ثم اصبر فإن الله كما قضى لك بما تحب منه، يقضى عليك أن تصبر له على ما يحب فيك. . .