العرب، فإن من حفظ حجة على من لم يحفظ. فتأمل ذلك. والصعافقة جمع صعفوق: خول لبنى مروان، أنزلهم اليمامة. ومروان بن أبي حفصة منهم، قاله الليث. قال: ولم يجئ في الكلام فعلول إلا صعفوق وحرف آخر. ويقال لهم: بنو صعفوق، وآل صعفوق. قال العجاج:
من آل صعفوق وأتباع أخر، من طائعين لا ينالون الغمر قال الأزهري: ويضم صاده ونصه: كل ما جاء على فعلول، فهو مضموم الأول، مثل: زنبور، وبهلول، وعمروس، وما أشبه ذلك، إلا حرفاً جاء نادراً، وهو بنو صعفوق، بالضم. انتهى - وقال الصاغاني: صعفوق ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة، وهو وزن نادر، سموا لأنهم سكنوا قرية باليمامة تسمى صعفوق، كما تقدم. وقيل: الصعافقة: قوم كان آبائهم عبيداً فاستغربوا. وقيل: هم قوم من بقايا الأمم الخالية ضلت أنسابهم. ويقال: مسكنهم بالحجاز. وقال الليث: الصعافقة: القوم يشهدون السوق للتجارة بلا رأس مال عندهم، ولا نقد عندهم، فإذا اشترى التجار شيئاً، دخلوا معهم فيه. ومنه حديث الشعبي: ما جاءك عن أصحاب محمد، ودعى ما يقول هؤلاء الصعافقة. أراد أن هؤلاء ليس عندهم قفة ولا علم بمنزلة أولئك التجار الذين ليس لهم رؤوس أموال. الواحد: صعفق صعفقي صعفوق، بالفتح. واقتصر الجوهري على الأولين، والجمع صعافيق أيضاً.
قال أبو النجم:
يوم قدرنا والعزيز من قدر، ... وآبت الخيل وقضَّيْن الوطر
من الصعافيق وادركنا المِئر
أراد بالصعافيق أنهم ضعفاء، ليست لهم شجاعة، ولا سلاح، ولا قوة على قتالنا) أ. هـ آخر كلام التاج بنصه على فيه من الطول
رأى الألوسي في الصعافيق
ونزيد على ما تقدم، أننا كنا سألنا في سنة ١٨٩٥ أستاذنا الكبير، محمود شكري الألوسي، عن هؤلاء القوم أصلهم، لأنه كان واقفاً أتم الوقوف على ما يتعلق بأخبار العرب وقدمائهم، وما يتصل بهم. فقال لي: (إنهم يونانيو الأصل، أتى بهم عبيد أسرى في صدر الإسلام، ثم بيعوا، فوضعوا في قرية من اليمامة عرفت باسمهم؛ ثم اتخذوا خولاً، ومن اليمامة انبثوا في