المصريون لري الأراضي شمال مصر حيث لا يلزم رفع المياه إلا لارتفاع قليل. ويشبه التابوت الساقية نوعاً، والفرق الرئيسي بينهما أن للتابوت، بدلاً من عجلة الساقية ذات الأوعية، عجلة كبيرة مجوفة الدائرة ترفع فيها المياه. وتستعمل (القطوة) في الأقاليم نفسها. وهي وعاء مثل وعاء الشادوف يشد إلى حبال أربعة، ويستعمل كثيراً لرفع المياه إلى جرة التابوت. ويحرك القطوة رجلان يمسك كل منهما بحبلين. وتقسم الأرض في نظام الري الصناعي إلى مربعات صغيرة يحدها ارتفاع من التراب أو الأخاديد، فيسيل الماء من الآلة في قناة ضيقة إلى المربعات أو الأخاديد الواحد تلو الآخر
لا تزرع الأراضي (الري) أي التي يغمرها الفيضان، ما عدا القليل منها، إلا مرة واحدة في السنة فيبذر القمح والشعير والعدس والفول والترمس والحمص الخ بفد انسحاب المياه في آخر أكتوبر أو وابتداء نوفمبر تقريباً. ويسمي هذا الموسم (الشتوي). أما الأراضي (الشراقى) وهي التي لا يصل إليها الفيضان لعلوها وبعض الأراضي (الري) فتنتج ثلاث غلات سنوياً بفضل الري الصناعي، وإن لم تكن الأراضي الشراقى جميعها تزرع هكذا. وتنتج الأراضي التي تروى صناعياً أولاً المحصول الشتوي، إذ هي تبذر مع الأراضي الري في وقت واحد، بالقمح والشعير على العموم. وعقب ذلك تبدأ زراعته الصيفي أو ما يسمونه في الصعيد القيضي أو (الجيضي) وتكون عند الاعتدال الربيعي تقريباً أو بعد ذلك فيزرع (الذرة الصيفي) أو النيلج أو القطن الخ. وأخيراً تأتي الزراعة (الدميري) مدة ارتفاع النيل وتبدأ عند الانقلاب الصيفي أو بعده بقليل، فتبذر (الذرة الصيفي) مرة أخرى أو (الذرة الشامي) الخ. وهكذا تجود الأرض بمحصول ثالث. ويزرع القصب على مساحة كبيرة في الصعيد. ويزرع الأرز في الأراضي المنخفضة قرب البحر الأبيض المتوسط
يستعمل المصريون (النورج) لفصل حبوب القمح والشعير وقطع القش للعلف. والنورج آلة على هيئة مقعد تسير على عجلات حديدية صغيرة، أو صفائح مستديرة دقيقة، عددها على العموم إحدى عشرة عجلة مثبتة إلى ثلاثة محاور، أربع عجلات في المحور الأوسط. ويجر النورج بقرتان، أو ثوران يدوران في حلقة فوق الحبوب. أما المحراث وآلات الفلاحة الأخرى، فهي ذات نوع بدائي.
تشغل الملاحة النيلية عدداً كبيراً من المصريين. وأغلب نوتية النيل أقوياء بارزون