العضلات. وهم يقاسون مشقة في التجديف وسحب المراكب ودفعها (بالمدرة)، ولكنهم كثيرو الجذل؛ ويزيد سرورهم كلما كثر عملهم، إذ هم يسلون أنفسهم بالغناء. ويتعرض أكثر الربابنة خبرة إلى جنوح سفنهم نتيجة للتغيرات المتواصلة التي تحدث في مجرى النيل، ويلزم حينئذ أن ينزل البحارة إلى الماء لدفع المركب بظهورهم وأكتافهم، وتصنع المراكب النيلية بطريقة تمنعها من الاصطدام بحيث تغوص مقدمها في الماء عن مؤخرها، ومن ثم يلزم أن تكون الدفة كبيرة جداً. وتكون أحسن أنواع المراكب النيلية، وهي كثيرة العدد، بسيطة الشكل رشيقة. وتكون غالباً على طول بين ثلاثين وأربعين قدماً. ويكون لها ساريتان وشراعان مثلثان كبيران، وقمرة تتلو المؤخرة وترتفع إلى أربع أقدام تقريباً، وتشغل القمرة ربع المركب أو ثلثها طولاً؛ وكثيراً ما تشغل الثلثين أو أكثر. ويستخدم عادة ملاح ليمسك حبل الشراع الرئيسي، إذ أن يترك الشراع يخفق عند أقل إشارة. ويجب أن يكون المسافر حذراً بصفة خاصة مهما اعتدل الجو.