وما شقائي بمرض الأستاذ محمد الههياوي ومرض المسيو دي كومنين؟
واين الأستاذ محمد عوض جبريل؟
أين أخوان عرفتهم يوم كانت الدنيا تسمح بأن يأنس صديق إلى صديق؟
إن الأستاذ أسعد داغر مريض منذ شهرين، وهو صوره من صور الوداد الصحيح، فأين من توجع لعلته بقصيدة في جريدة الاهرام، وهي تنشر قصائد التوجع لمرضى الروس واليونان؟
ثم ماذا؟
ثم أنتهز هذه الفرصة لتوضيح حقيقة غفل عنها أكثر الباحثين فأقول:
ليس في مصر أحزاب بالمعنى الذي يفهمه الأوربيون، لان جو مصر لا يوحي بالاختلاف كما يوحي بالائتلاف
وأذن يكون النجاح الحزبي في مصر مقصورا على الجماعات التي تعرف كيف تأتلف، وهذا هو الواقع بالفعل، فما فازت جماعة في مصر إلا بمراعاة ما في الجو المصري من الثبات والفرد كالجماعة في مصر، ففي مقدور كل فرد أن ينجح إذا مشى في طريق واحد إلى آخر الشوط، أما التنقل من حال إلى أحوال فهو نذير الانحلال
الإنسان ابن جوه، وجو مصر لا يعرف التقلب، ولو راجعنا تواريخ الفائزين في معترك الحياة المصرية لرأيناهم جميعا من أهل الثبات في الأفكار والآراء
إن المصري يتكلف ويتصنع حين يرائي، لان جو مصر لا يساعد على الرياء
والحقد الأسود في مصر لا يقع إلا من رجل نسبه في مصر مدخول. وبكلمة واحدة تصفى ما بينك وبين خصمك من أبناء هذه البلاد، لان فطرة المصري منقولة عن جوه، وهو غاية في الصفاء
ولكن ما هذا اليوم (الملخبط)؟
أني أخشى أن يجعل مقالي هذا (لخبطة في لخبطة)!
هو ذلك، فقد انتقلت من حديث إلى أحاديث بلا نظام ولا ترتيب.
سيصفو الجو، سيصفو بعد ساعات، لا بعد أيام
الإنسان ابن جوه؟