ومما زاد في هذا البطء من الجانب الألماني هو تقسيم القوات المحاربة: فقسم في الشمال وقسم في السوط في منطقة سيدي بوزيد وقسم في الجنوب يمثل الجيش الألماني المتقهقر، والجانب المحوري، يعمل على الاتحاد لضرب الحلفاء ضربة قاضية، وجانب الحلفاء يعمل على العزلة لضرب كل على حدة. ولا شك أنه حتى الآن من الصعب أن نحكم أي الكفتين هي الراجحة.
وهناك عامل ثالث لا يقل عن العاملين الأولين أهمته وهو أن كلا من الطرفين قوي صلب الجانب مصمم على الدفاع راغب في النصر. ويواجه المحور عدواً من نوع جديد يخالف ما صادفه في تلك الدول الضعيفة التي اكتسحها في أول الحرب وظن بذلك أن النصر بسرعة خاطفة هو غرضه الأول ولا شك أنه بالغه. فاليوم يواجه في روسيا وتونس عدواً قوياً. ولا شك أن الغلبة لمن يصمد في الميدان.