للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فأولاها مدرسة الأمير خطلبرس، وكانت تقع هذه المدرسة بالقرب من دجلة في الجهة الشمالية الغربية من الجانب الشرقي كما يغلب على الظن، لأن مدينة واسط كانت راكبة دجلة من الجانبين كبغداد. وقد نص على تعيين موقعها العلامة المؤرخ ابن الديئبي في مخطوطه المحفوظ الآن في الخزانة الأهلية بباريس حيث قال فيه: (جعفر بن مظفر بن يحيى بن محمد بن هبيرة. توفي بواسط سنة ٦١٠هـ. فدفن بها بمدرسة (خطلبرس) أعلى البلد اهـ. وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد الأمراء الذين حكموا في واسط أسمه خطلوبرس ذكره جماعة من المؤرخين يطول بنا تفصيل أقوالهم هنا. وهي من مؤسسات القرن السادس للهجرة لأنفاق اكثر المؤرخين على تحديد وجود الحاكم المذكور في هذا القرن. ونستدل من أخبار هؤلاء المؤرخين أن المدرسة كانت كبيرة حتى كانت فيها مقبرة لدفن مشاهير الرجال العلماء فيها. وذكر ابن حجر في الدرر مدرسة بواسط تعرف بالمدرسة البرانية لوقوعها في أعلى البلد ولعلها هي لاتفاق المؤرخين على تعيين هذا الموضع. وتليها مدرسة الغزنوي بواسط وهو: محمود بن احمد بن عبد الرحمن أبو الفضل الغزنوي حدث بكتاب تفسير الفقهاء، وتكذيب السفهاء لأبى الفتح عبد الصمد بن محمود بن يوسف الغزنوي عن ولده القاضي يحيى بن عبد الصمد عن أبيه ذكره الحافظ ابن النجار وقال: صحب أبا الفتوح احمد بم محمد الغزالي وأخذ عنه علم الوعظ وقدم بغداد سنة سبع وخمسين وخمسمائة وعقد مجلس الوعظ بجامع القصر ثم انتقل إلى واسط فسكنها إلى حين وفاته.

وقرأت في كتاب القاضي أبى الحسين علي الواسطي بخطه قال: توفي محمود الغزنوي يوم الجمعة ودفن يوم السبت ثامن شعبان

سنة ثلاث وستين وخمسمائة في مدرسته بمحلة الوراقين وكان يوماً مشهوداً)

ثم تعقبها مدرسة شرف الدولة محمد بن ورام الجاواني الكردي ورد ذكره في مخطوطة تاريخ واسط لأسلم بن سهل ابن حبيب الرزاز الواسطي المعروف ببحشل حيث ذيلت في آخر المخطوطة الفقرة التالية: (سمع جميع هذا الكتاب وهو تاريخ واسط لبحشل. . . وذلك بواسط في مدرسة شرف الدولة محمد ابن ورام نور الله ضريحه في مجالس آخرها الاثنين رابع عشر من ذي القعدة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة). فإذا كان آخر قراءة

<<  <  ج:
ص:  >  >>