للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المخطوطة في هذه السنة فلا شك أن تشييد المدرسة المذكورة يسبق هذا التاريخ المذكور بكثير

ثم تأتي بعدها مدرسة للحنفية ذكرها ابن الساعي الخازن وذكر مدرسها أبا المحاسن عبد اللطيف المعروف بابن الكيال الواسطي قاضي واسط المشرف على ديوانها الزمامي. تولى القضاء بواسط بعد أبيه. وكانت وفاة أبي المحاسن هذا سنة خمس وستمائة

ومن مدارسها أيضاً المدرسة الشرقية الشرابية ذكرها ابن القوطي البغدادي في حوادث سنة ٦٣٢ هجرية. حيث يذكر فتحها في هذه السنة بالجانب الشرقي من واسط على دجلة وهي التي أمر بإنشائها شرف الدين أبو الفضائل الشرابي للشافعية، وكانت مجاورة لجامع كان داثراً فأمر بتجديد عمارته ورتب بها للتدريس العدل أحمد بن نجا الواسطي ومعيدان واثنان وعشرين فقيهاً، وخلع على الجميع وعلى من تولى عمارتها من النواب والصناع والحاشية الذين رتبوا لخدمتها، وعمل فيها دعوة حسنة حضرها صاحب الديوان تاج الدين معلى ابن الدباهي الناظر بواسط والقاضي والنقيبان: نقيب بني العباس ونقيب بني أبي طالب والشعراء والقراء، وكان المتولي لعمارتها وجعل النظر إليه وإلى عقبه في وقفها أبو حفص عمر بن أبي إسحاق الدروقي، وكان ذا مال كثير فائض وجاه عريض عمر، إلى جانب جامع ابن رقاقا رباطاً واسكنه جماعة من الفقراء، ورتب فيه من يلقن القرآن المجيد ويسمع الحديث، وأجرى عليهم الجرايات اليومية والشهرية. وأنشأ قريباً من مدرسة الشرابي هذه رباطاً آخر على شاطئ دجلة وتربة يدفن فيها ووقف عليها وقوفاً سنية، وممن درسوا بالمدرسة الشرقية الشرابية عماد الدين زكريا القزويني قاضي واسط صاحب كتاب عجائب المخلوقات وكتاب آثار البلاد وأخبار العباد فلم يزل كذلك إلى أن مات. وكان حسن السيرة عفيفاً. ومن مدارسها أيضاً المدرسة التي وصفها ابن بطوطة في رحلته ولم يذكر اسمها وإنما يذكر أسم بانيها وهو الشيخ تقي الدين عبد المحسن الواسطي الذي كان من كبار أهل واسط وفقهائها، وقال فيه إنه يعطي كل معلم بها كسوة في السنة ويجري له نفقة في كل يوم ويقعد هو وإخوانه وأصحابه لتعليم القرآن الكريم بها ثم يقول: (وقد لقيته وأضافني وزودني تمراً ودراهم) فتكون رحلة ابن بطوطة إلى واسط في إبان تشييد هذه المدرسة التي قال فيها إنها مدرسة حافلة فيها نحو ثلاثمائة خلوة ينزلها الغرباء القادمون لتعليم

<<  <  ج:
ص:  >  >>