القرآن وهي من منشئات أوائل القرن الثامن الهجري. ويجد الباحث في تاريخ واسط مدارس بأسماء المحدثين والرواة والفقهاء كانوا يتخذونها بأسمائهم أو يجعلون قسماً من بيوتهم مدرسة يجتمع إليها طلاب العلم من المدينة أو من أنحاء أخرى
هذا مجمل ما تمكنت من العثور عليه من أخبار مدارس واسط. ويقيني أن وجود هذه المدارس في مدد متقاربة هو الرجعة العلمية التي حدثت في أواخر أيام الدولة العباسية لا سيما عهد الوزير نظام الملك وزير آلب أرسلان وملكشاه السلجوقيين فهو الذي نعش الرح العلمي في زمانه بفتحه المدارس النظامية في أنحاء الشرق العربي والعجمي فتأثرت واسط هذه الآثار وعاد لها نشاطها العلمي والثقافي وهي أم المقرئين والمحدثين والفقهاء الذين درسوا وأفتوا في مختلف البلدان العربية وأخصها بغداد مركز الخلافة العباسية حيث كثر في معاهدها العلمية الأساتذة الواسطيون
ومن أخبار العمران في واسط أن نذكر مارستانها وأطبائها الذين عثرنا على أسمائهم في سياق البحث. وأول أطباء واسط تياذوق طبيب الحجاج بن يعلف له نوادر وألفاظ مستحسنة في صناعة الطب وقد عمر طويلاً. صحب الحجاج والى العراق وخدمه بصناعة الطب، وكان يعتمد عليه ويثق بمداواته؛ وله تفاصيل مع الحجاج لا يسعنا ذكرها. وقد توفي بواسط في نحو سنة تسعين للهجرة، وله من الكتب كناش كبير أي كتاب جامع ألفه لابنه، وكتاب إبدال الأدوية وكيفية دقها وإيقاعها أذابتها وشتى من تفسير أسماء الأدوية. وله تلاميذ أجلة تقدموا بعده. ذكره عدة مؤرخين. ثم يليه تلميذه فرات بن شماتة الذي كان طبيباً لعيسى بن موسى الذي دعاه المهدي إلى خلع نفسه وتولية الهادي، ومن الأطباء أيضاً يوسف الواسطي الذي قرأ عليه جبريل بن عبيد بن بختيشوع الذي كان من أطباء المقتدر وخواصه، ومنهم أبو سعيد سنان بن ثابت بن قرة الحراني كان طبيباً مقدماً كأبيه، وكان طيب المقتدر خصيصاً به، ثم خدم القاهر وإليه يرجع وعلى وصفه يعتمد. ومن أخباره أنه لما كان خليفة الراضي بالله استدعى بحكم التركي سناناً وكان بواسط وسأله الانحدار إليه ولم يتمكن من الطلوع في ذلك قبل موت الراضي لملازمة سنان بخدمته، فانحدر إليه أكرمه ووصله. وله حديث طويل فيه نصح وإرشاد يطول بنا وصفه حتى انه حمل بحكم على عمل دار ضيافة بواسط وقت المجاعة أكرمه سناناً غاية الإكرام وعظمه غاية التعظيم