مؤاخذة فيما يصدر عنه، وغير مطالب بالآداب التي لا يطالب بها إلا من كان له عقل
وبعد: فهل لنا بعد هذا أن نعالج في جد مشكلة هؤلاء المتصوفة، أعني الذين عرفوا منهم بالإلحاد
في العقيدة، والضلال في الأخلاق، وأكل أموال أتباعهم الجهال بالباطل!
محمد يوسف موسى
المدرس بكلية أصول الدين
العالم العربي
أهاب الأستاذ محمد عوض محمد في مجلة الثقافة بزعماء المسلمين لإعداد الخطط التي تؤول إلى ما فيه اليمن والفلاح. ومن واجبات المصلحين حث القادة على العمل المثمر لوضع الدعائم التي يقوم عليها صرح الوحدة العربية وتوجيه آراء الأمة نحو المثل العليا والسير بالشعب نحو المحجة السامية.
وما نخال مقال الأستاذ إلا توطئة لمقالات أخر ودراسات شاملة نأمل منه ومن حضرات المفكرين أمثاله أن يمهروا بها العالم العربي، ولا أقول الإسلامي
فالوطنية الحق ليست وقفا على دين من الاديان؛ وان في مسيحي الشرق العربي من الشباب الطامحين المثقفين الأحرار من يدلون على الملأ: قاصيه ودانيه بعروبتهم ويفخرون بقوميتهم، ويتعصبون لها كأشد المسلمين اعتزازاً بالوطنية وتعلقاً بالعروبة. وأني أرى أن يعدل كتابنا عن اسم (العالم الإسلامي) إلى (العالم العربي) عند ما يعرضون للوطنية وللاستقلال بالدراسة والبحث لأنه أدل تسمية وأدق تعبيراً.
وبعد، فما أنا من يتحرج بالاسم الديني هذا يطلق على البلاد العربية الغالية، والمسلمون أخوان لي أثيرون على قلبي، ولهم في نفسي - كما لهم في كل نفس تؤمن بالعروبة - مكانة لا تعد لها المكانات، وإنما أود أن نجرد نحن الشرقيين معنى الوطنية من الطائفية، فالطائفية كما نعلم جميعاً لم تكن إلا بلاء في وطن كثرت فيه الملل وتعددت فيه المذاهب والنحل.
والطائفية كانت - لنكد الطالع وشؤمه - الثغرة التي نفذ منها دعاة السوء إلى بنياننا القومي