للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصدعوه، وما فينا على ما أعتقد من ينكر هذه الحقيقة إلا من أضله التعصب سواء السبيل وغشت على بصيرته نوازع الأهواء.

نحن اليوم أشد ما نكون حاجة إلى التكاتف والتساند وتوحيد الجهود لدرء ما قد يهدد الكيان العربي من أخطار. وعرب نحن سواء كنا مسلمين أم نصارى، وحرى بنا أن فرقت بيننا المذاهب أن تجمعنا العروبة فهي خير آصرة تتآلف عليها القلوب وتتوثق بها العرى، فللعروبة يجب أن تهفو النفوس وباسمها فلتنطق الأفواه

(بيروت)

جورج سلستي

تراث بني إسرائيل

يخطئ المفسرين الأستاذ الصعيدي فيما ذهبوا إليه من أن الله عز وجل رد بني إسرائيل إلى مصر بعد هلاك فرعون وقومه، فأعطاهم جميع ما تركوا من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم؛ معتمداً على أن تاريخ مصر وتاريخ بني إسرائيل لا يثبتان عودة الإسرائيليين إلى مصر ولا قيام ملك لهم فيها قبل ظهور الإسلام؛ ثم يقول: والحق أن الله تعالى يشير إلى بساتين وعيون كانت لهم في فلسطين، وأن الضمير في (أورثناها) يعود إلى مطلق الجنات والعيون؛ لا إلى خصوص ما كان في مصر على ذلك العهد، وهذا من أسلوب الاستخدام المألوف في لغة العرب

ومقال الأستاذ صريح؛ أو ظاهر - على لغة الأزهريين - في خمس دعاوي، إن المفسرين قاطبة على هذه الرأي، وأنهم جميعا مخطئون؛ وأن التاريخ ينفي عودة بني إسرائيل لأنه لم يثبتها، وأن الأستاذ وحده مبتكر هذا الرأي، وأنه الحق.

ولكن ما قول الأستاذ في أن ما نقله المفسرين إنما هو رأي جمهورهم - لا رأي جميعهم - بناء على الظاهر كما يقول الأزهريون إلا بقاطع. ولا قاطع، وأن التاريخ إذا سكت عن إثبات شئ لا يكون حجة على نفيه، ومن القضايا الأزهرية (عدم الدليل ليس دليلاً على العدم).

فكيف وقد أثبت التاريخ القديم رجوع بني إسرائيل إلى مصر؟ قال الآلوسي: ورأيت في

<<  <  ج:
ص:  >  >>