للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حضرت ثلة من الشرطة للمحافظة على النظام، ولكن الأهالي لم يحوجوهم إلى تعب، فقد عرف كل فرد واجبه، وسادت الرغبة فأن تكون الحفلة غاية في الصفاء

ومع هذا أنظر فأجد رئيس نقطة النعناعية يشكو من أن أحد أقربائي يحاول الشغب في الاحتفال، وبعد التحري ظهر أن حامد أفندي عثمان يطلب من الحاضرين إمضاء عريضة ترفع إلى وزير المعارف، ليتفضل الوزير بإنشاء مدرسة ابتدائية في سنتريس

عند ذلك ابتسمت وقلت: يسرني أن يعرف حضرة الضابط أن معالي الهلال باشا يحب هذا النوع من الشغب. والمطالبةُ بإنشاء مدرسة ابتدائية في سنتريس شغب لطيف. ثم أخذت العريضة لأقدمها إلى معالي الوزير بنفسي، وستكون أجمل هدية أقدمها إليه

وأقبل الخيالة يعدون ويركضون تبشيراً الزائرين، فهتفت الجماهير بحياة جلالة الملك، وصدحت الموسيقى بالسلام الملكي ثم تعالت الهتافات بأسماء الوزراء وباسم رئيسهم الجليل، شفاه الله وعافاه

كان مع الركب جماعة من المحررين والمصورين، وهم جميعاً أصدقاء، وكان فرحى بلقائهم فرح الأديب بالأديب

وبعد تناول القهوة وقف النائب المحترم سليم أبو العلا فألقى خطبة طويلة تحدث فيها عن أعمال الذين حضروا من الوزراء، وقد قوبلت خطبته بالإعجاب

وكانت النية أن يخطب الأستاذ عبد البر زهران، ولكن الوقت لم يتسع لما يريد. ثم نهض معالي الأستاذ صبري باشا أبو علم فألقى كلمة لطيفة شكر بها نواب مركز أشمون، وأعتذر بلطف لمن ضاق الوقت عن سماع ما أعدوا من الكلمات الجياد

وفي تلك اللحظة تموجت تلك الجماهير لتزور داري مع الوزراء، فكان منظر لن تنساه سنتريس، ولو طال الزمان

لقد أقيمت في بلدنا حفلات كثيرة سمع فيها أهل بلدنا أصوات رجال مشاهير من رؤساء الوزارات، ولكني أستبعد أن يكونوا فرحوا بقدر ما فرحوا في هذا اليوم السعيد

أمر الوزراء الوفديين عجب في عجبّّ!! إنك تنقدهم كيف شئت في المجالس والمنتديات، ولكنك لا تستطيع صد الجماهير عن الوفاء لهم إلى أبعد حدود الوفاء

لم أكن وفديا في أي يوم، ولا دعوت هؤلاء الوزراء للتفضل بزيارة داري إلا لغاية أدبية،

<<  <  ج:
ص:  >  >>