في العصور الأخرى وظلت باقية إلى وقت دخول المسلمين فارس برغم ما طرأ عليها من التحريف. ولقد عاملهم المسلمون في الفتح معاملة أهل الكتاب وعدوا كتابهم كأنه كتاب منزل. وجرى سيدنا عمر رضى الله عنه على ذلك لما روي له الحديث (سنوا بهم سنة أهل الكتاب)(اقرأ كتاب المسعودى وكتاب ودين زرادشت يؤمن بوحدانية الله والجنة والنار والصراط والأعراف (اقرأ كتاب صبح الأعشى وكتاب الأستاذ والملك كورش هو الذي أمر بإعادة بناء معبد أورشليم لليهود، وكان قد هدمه أحد ملوك بابل من قبل. وجاء بعده الملك قمبيز الذي بمجرد أن فتح مصر هدم معابد المصريين وحطم أصنامهم ومعبوداتهم وقتل بنفسه العجل أبيس (اقرأ كتاب
أما الإسكندر الذي يريد الأستاذ أن يلصق به لقب ذي القرنين بالإكراه كما فعل بعض المؤرخين من قبل، فلقد كان متهتكا يميل إلى النساء والترف وحب الشهوات وشرب الخمر وقسوة القلب وسفك الدماء؛ وكانت قسوته تزداد حتى تصير ضرباً من الجنون إذا شرب الخمر. ولقد قتل وهو نشوان كليثوس صديق أبيه وكثيرين غيره. ولم يكن موته وهو في عنفوان الشباب إلا نتيجة شراهته في الشراب، فلقد تراهن مع قواده على شرب الخمر طول النهار فمرض بحمى قضت عليه. وأوصى وهو على فراش الموت أن يدفن في معبد الإله (مون بسيوة) لأنه كان يدعى انه ابن هذا الإله (كتاب وكتاب فهل بعد هذا نقول عنه إنه غير وثنى. وهل يتفق هذا مع ذي القرنين المذكور في القرآن الكريم الذي جعله الله في مصاف الأنبياء تقريباً؟ فلو وافق على ذلك مؤرخو العصور القديمة، عصور الجهل والظلام فنحن لا نوافق عليه الآن ونحن في القرن العشرين عصر العلم والعقل والنور والمدنية
وآيات القرآن الكريم تنطبق على الملك كورش بشكل مدهش، فلقد أسس دولة عظيمة واتجه غرباً أولاً، حتى وصل إلى البحر واستولى على روسيا وآسيا الصغرى، ثم اتجه بعد ذلك شرقاً، حتى وصل إلى بلاد الهند وبلاد التركستان حيث توجد آثار السد القديم ولا يزال مكانه بين جبلين ويسمى دربندر أي السد. أما الإسكندر فإنه اتجه شرقاً أولاً ثم اتجه جنوباً ولم يتجه غرباً إلا عند فتحه مصر، ومرة أخرى عند عودته من الهند. مع أن القرآن الكريم ينص على أن ذا القرنين اتجه غرباً أولاً ثم بعد ذلك اتجه شرقاً. وهذا خلاف واضح