للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أنا أكره أن تدوم هذه الحال، وأحب أن يصير الشاب رجل أعمال بعد العشرين، وأتعجب من أن يعيش عالة على أبويه إلى الثلاثين

وأنا أتمنى أن يصبح التعليم العالي مقصوراً على من يملكون الوقت والمال، ولهؤلاء فرص لا يظفر بها غير آحاد أو مئات، وهم لن يكونوا أشرف من الشبان الذين يصارعون أمواج الحياة قبل العشرين.

مرحلة التعليم الثانوي هي الفرصة الحقيقية لتثقيف الشبان وتضييع هذه الفرصة إثم موبق

والكلمة لحضرات المدرسين، فماذا يقولون؟

من واجب كل مدرس أن يدرك أنه مسئول عن إعداد تلاميذه للحياة، بحيث لا يحتاجون إلى شيء بعد التعليم الثانوي، إلا أن يتساموا إلى الأستاذية، كما قلت قبل لحظات

وما هذه الأستاذية التي توجب أن يكون في معاهدنا العالية ألوف وألوف؟

نحن نخلق لأبنائنا متاعب ثقيلة بفضل هذه الأحلام، ونحن نصدهم عن الحياة بفضل هذه الأحلام، ونحن نجني عليهم جناية ستُسأل عنها يوم يقوم الحساب

مرحلة التعليم الثانوي هي المرحلة النهائية، ثم يلتفت الشاب إلى حاله فيكون رجل عمل في أي ميدان

والمدرس مسئول عن تحقيق هذا المعنى، ومن واجبه أن يهب تلاميذه جميع ثروته العلمية والأدبية في أقصر وقت، لينصرفوا إلى الحياة بعد أسابيع لا سنين!

والمهمّ هو أن نؤمن بأن الشبان في مرحلة التعليم الثانوي رجال لا أطفال

المهمّ هو أن نحدِّث تلاميذنا في جميع الشؤون حديث الزميل للزميل

إن هؤلاء التلاميذ خلقٌ جديد، وقلبي يحدثني بأنهم يعرفون من حقائق الحياة أكثر مما نعرف

والمدرس الحق هو الذي يسبق زمانه بعشرات السنين، ليحاور تلاميذه في أشياء تسبق زمنهم بأزمان

فمتى نجد ذلك المدرس المنشود؟

هو موجود بالفعل، فعندنا جيوش من المدرسين الأكفاء، ولعل مصر أغنى بلاد الشرق بالمدرسين الأكفاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>