نحرص على أن نمنحه المعونة على ما يريد من الرقي الفني فقد قضينا أولاً بإسقاط دعوى المدعين، وتبرئة المتهم مما وجه إليه ثانياً. . . بنفيه عن سالتش الخ. . .)
وحسب القراء يا صاحبي هذا القدر من حكم الزمان الذي ارتضاه صاحب (شهرزاد) ورضي أن ينشر في قصة (القصر المسحور) التي اشترك في إبداعها مع صاحب (أحلام شهرزاد) وليس القراء في حاجة إلى أن نذكرهم بأن هذا الحكم الذي أصدره الزمان القاضي العادل، هو حكم أملاه على الزمان صاحب (أحلام شهرزاد) وكان حريصاً فيه على أن يرسم لشريكه السبيل إلى (ترقية فنه وتحديده واصطناع الأناة والدقة والإتقان في التصوير والتعبير جميعاً)، وكان جميلاً من صاحب (أحلام شهرزاد) أن يسجل على شريكه: (تواضعه واعترافه بقصوره وتسليمه بأنه في حاجة إلى أن يسعى ويطيل السعي، وإلى أن يجد ويمعن في الجد. . . لا ليبلغ الكمال. . . بل. . . ليدنو منه) وأن يقدر له تواضعه وطموحه إلى الكمال، واعترافه ببعد الأمد أمامه). وحرصه على أن يمنحه (المعونة على ما يريد من الرقي الفني)
فهل تخشى بعد ذلك يا صاحبي أن يغضب صاحب شهرزاد إذا كتبت في قضية (أحلام شهرزاد) كلمة ترد بها الحق إلى نصابه؟ وماذا يغضب صاحب شهرزاد كما يخرص الخراصون ويرجف بالباطل المرجفون، وقد اشترك في نشر هذا الحكم الذي ذاع من أبراج القصر المسحور ولم يشترك في نشره إلا بعد أن قبله ورضي ما جاء به، ولم يعقب عليه بكلمة؟ الحق أن صاحب شهرزاد أعظم من أن توغر صدره الكريم نفثات المبطلين المصدورين. . . بل واجبه أن يصفع بالحقائق التي وردت في ذلك الحكم أقفيتهم؛ لأنه عرفها قبل أن يعرفها أحد قبله، وأذعن لها قبل أن تذيع في الناس.
وبعد فقد كان هذا الحكم تعقيباً على قصته - أو مسرحيته الرومانتيكية - شهرزاد، فهل كان فن هذه المسرحية ناقصاً؟ وهل كان في حاجة إلى التجديد واصطناع الأناة والدقة والإتقان في التصوير والتعبير جميعاً؟ وهل نحن الذين يطلب إليهم أن يجيبوا على ذلك؟ وكيف وقد اعترف صاحب شهرزاد بقصوره وسلم بأنه في حاجة إلى أن يسعى ويطيل السعي، وإلى أن يجد ويمعن في الجد. . . لا ليبلغ الكمال، بل ليدنو منه. . . إلى آخر ما جاء في عقابيل هذا الحكم من ألفاظ التواضع وبعد الأمد وحاجته إلى معونة ثابتة من