للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الخارج على ما يريد من الرقي الفني. . . الخ.

هل نجيب أو لا نجيب؟ وهل يقف ما اعترف به صاحب شهرزاد بيننا وبين ما نريد أن نقول؟ وهل من حقنا أن نقول شيئاً بعد هذا؟ وهل نستطيع أن نخالف عن أمر الزمان وأن نثور بأحكامه؟

أجل، نحن نستطيع أن نفعل ذلك، فقد جاء في هذا الحكم الإذنُ (لمن شاء أن ينكر عليه (على الأديب) أو على فنه هذه الصورة كلها أو بعضها، وأن يعيب عليه أو على فنه ما يكون فيها من ضعف أو نقص أو تشويه). . . وعلى هذا فلنا أن نتناول نقد شهرزاد بما نشاء من كل ضروب النقد، ضامنين ألا يغضب مبدعها كما يحاول المرجفون المبطلون أن يحملوه على الغضب، بما يوهمونه من السطو على بضاعته، وادعاء ما هو حق خالص له.

ولكن. . . هل كان فن (شهرزاد) ناقصاً؟ وهل كان في حاجة إلى التجديد واصطناع الأناة والدقة والإتقان في التصوير والتعبير جميعاً؟ وكيف اعترف صاحب شهرزاد بذلك، واعترف معه بقصوره وبأنه في حاجة إلى أن يسعى ويطيل السعي، وإلى أن يجد ويطيل الجد. . . لا ليبلغ الكمال. . . بل. . . ليدنو منه؟! أما نحن فنخالف صاحبي (القصر المسحور) في كثير من ذلك، ونوافقهما في بعضه. . . إذ نشهد أن (شهرزاد) قطعة فنية رائعة من حيث الفن الأدبي الخالص لوجه الفن، لا لوجه الحياة. . . ومن حيث أنها تصور مذهباً في الأدب يأخذ به كاتبها نفسه، ويتحمس له، ولا يرى أن يحيد عنه. . . أليس قد اشترك مع عميد الأدب العربي في (القصر المسحور) فأبى إلا أن تكون له شخصيته المستقلة البارزة إلى جانب شخصية العميد التي تختلف بأسلوبها وتتفرَّد بسردها وتتخذ إلى قلوب القراء طرائقها المألوفة المعروفة. . . وعندنا أن شهرزاد من حيث الفن ليست في حاجة إلى ترقية ولا إلى تجديد. . . فقد بلغت من ذلك الكمال. وهذا حق لا ريب فيه. أما الذي نثور من أجله على (شهرزاد) وعلى مذهب صاحبها كله في الأدب، فهو هذا التحقير الشنيع للمرأة، واعتبارها متاعاً رخيصاً لا يصح أن يناط به الشرف، أو اعتقاد الحفاظ فيه، أو نسبة العفاف إليه. ثم هذه الحماسة التي يبديها صاحب هذا المذهب في التمسك برأيه والفخر من أجله بأنه (عدو المرأة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>