للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

روسيا عبر (سنكيانج)، ومن بريطانيا وأمريكا عبر بورما أو عن طريق بعض المواني التي حمتها امتيازات الدول الغربية

ووقفت اليابان تراقب ذلك الجرح الذي لا يندمل بقلب كمد وعقل مبلبل حائر. . . ثم قبض جنرالها (سوجياما) على مقاليد الجيش وأصبح رئيساً لهيئة أركان الحرب العامة، و (سوجياما) هذا جندي نشط جسور، يواصل العمل ليل نهار تحدوه إرادة لا تكل، وكراهية ملتهبة لكل ما هو أجنبي، وكان عليه أول الأمر عزل الصين عن كل مساعدة خارجية وتأمين مؤخرة اليابان أمداً من الزمان حتى يتم لها القضاء على مقاومة شانج كاي تشك. . . وربض (سوجياما) يرقب اللحظة المناسبة حتى واتته فانقض. . . فكانت (بيرل هربور) وتبعتها هنج كنج والفلبين وبورنيو والملايو وبورما وسومطرة وجاوة وجزر سليمان. . .

يظن الكثيرون أن تلك كانت مقدمات لانقضاض اليابان على استراليا أو استعداداً منها لاجتياح الهند؛ وإني لا أنكر أنها قد تتحول إلى ذلك مستقبلاً، ولكنها لم تكن في ذلك الحين إلا سياجاً عظيماً أقامته اليابان حول الصين وبحار الصين، وإن كانت لم تتعرض لطريق روسيا التي انشغلت عن مساعدة شانج كاي تشك بحربها الشعواء مع ألمانيا النازية، وعدا ذلك فقد خشيت طوكيو استفزاز الجنرال الروسي اشترن الذي وقف على أتم استعداد يراقب بعين يقظة جيش إتاجاكي المرابط في منشوكو. . .

كل شيء هادئ في الميدان الشرقي!. . . هكذا يقرر الكثيرون لأن الصحف لم تعد تقدم لهم عنه ما تعودوه من عناوين ضخمة، وهم في ذلك مخطئون. . . فقد ألقت اليابان في أتون المعركة بفرق أخرى جديدة، وأطبقوا على (شنسي) في الشمال، واحتلوا (شكيانج) و (كيانجي) في الجنوب الشرقي فأصبح لهم خط حديدي تام يصل شنغهاي بسنغافورة عبر الهند الصينية وسيام، وهاهم يقاتلون الآن في مقاطعة يُنان حيث ألقى شانج كاي تشك بجنده المختارة على أمل إعادة فتح طريق بورما المشهور، بينما سارع وكيل هيئة أركان حربه الجنرال المسلم (باي تسونج هسي) إلى الشمال للدفاع عن (شنسي). . .

كل شيء هادئ في الميدان الشرقي!. . . نعم إلا إذا استثنينا ذلك الصراع الهائل الذي يخوضه ربع سكان العالم، أربعمائة مليون شخص، في سبيل حريتهم.

كل شيء هادئ. . . ولا جديد هناك! نعم لا جديد سوى أن زهرة الجيش الياباني قد عُقلت

<<  <  ج:
ص:  >  >>