بنا قريباً. . . واعلموا أنه لا يتحتم علينا مقابلة كل سلاح تأتي به اليابان بسلاح يماثله. . . بل في وسعنا أن نجابه اختراعات العدو الجديدة بأسلحتنا التقليدية العريقة، وهي مقدرتنا الفائقة على استخدام كل ما تراه العين أو تقع عليه اليد، سواء أكان هذا جبالاً أم أنهاراً، حجارة أم أغصاناً. . . يجب علينا إيقاظ شعبنا من سباته حتى يهب خلف المغير إذا تقهقرت القوات أمامه،. . . إن تحديد وسائل المقاومة لا يهم ما دامت تحدونا عزيمة لا تهن وهمة لا تكلّ. . .)
وفي هزيع ليلة حالكة من ليالي يوليو سنة ١٩٣٧ دوت في الفضاء عدة طلقات عند معبر (مركو بولو) بالقرب من بيبنج فكانت إيذاناً بالملحمة الكبرى. وأطبقت اليابان على الصين الشمالية. . . وكان (كاي تشك) كما أسلفت قد قرر أن يمد رقعة القتال ويستدرج العدو إلى جوف البلاد، أو على حد تعبيره، كان قد قرر أن يشتري الزمان بالمكان. ظنت اليابان أنها مقدمة على نصر سريع كذلك الذي واتاها منذ ست سنين في منشوكو. ظنت أن (كاي تشك) سيواجه جيوشها الميكانيكية الحديثة في سهول الصين الشمالية، ولكنه لم يفعل، بل أرسل خيرة جنوده إلى شنغهاي يهدد مصالحها هناك فاستدرج جنودها وراءه. وهزم القائد الصيني هناك وأخلى عاصمته نانكين ثم هزم في (سوتشاو)، ثم هزم مرة ثالثة أمام عاصمته الجديدة (هنكاو)، ولكنه في كل مرة كان ينزل بأعدائه أفدح الخسائر ويرتد عنهم قبيل إطباقهم عليه، مغرياً إياهم باللحاق به والتوغل خلفه حتى أضحت جنود الحملة اليابانية منتشرة على مساحة شاسعة، ولم تعد قادرة على تركيز مجهودها في مكان معين، واضطرت حامياتها الموزعة على مختلف المدن الصينية المحتلة أن تحمي خطوط المواصلات حتى لا تفقد تماسكها ولكنها لم تجرأ على المخاطرة بنفسها في الأماكن غير المطروقة، وهكذا أصبحت لا تحتل من البلاد إلا شبكة خيوط مرسومة حول أرض وعرة مجهولة وبالهلاك موبوءة.
توصل شانج كاي تشك إلى تنفيذ مأربه وأصبحت القوات اليابانية عاجزة عن إحراز نتيجة حاسمة، وأضحت حكومتها لا تجرؤ على التراجع بعد أن بهظت تكاليف مغامرتها، وظلت إدارتها الداخلية قاصرة على تنظيم موارد أراض لم يستتب الأمن فيها بعد.
وفي الوقت نفسه كان القائد الصيني يجمع الجنود وينظم الصفوف ويستورد المهام من