وإن يكن الشق الأول مما يزعمه الدكتور صحيحاً فليس فيه ما يعيب المدرس الذي يعني بتقويم العبارة وتحقيق اللغة، أما التفوق والاستعلاء فمعنيان لا يردان في خاطر المدرس لأنه بطبيعة مكانه من التلميذ يستأهلهما. ولا أحسب الإباحية اللغوية التي يدعو إليها الدكتور في كثير من أدبه صراحة حيناً ودوراناً حيناً مقبولة لدى جمهرة الأدباء عامة وعلماء المجمع اللغوي خاصة.
السبب السادس:(الهيام بتجميل الموضوعات بالباطل حيثما وقعت) وقد يكون في هذا شبهة من الحق لو أنه نسب إلى التلميذ وأن الأستاذ يعالجه أنجع العلاج.
أما مراقبة التلاميذ فيما يقرءون فأؤكد للأستاذ الدكتور أنها لا تجدي، ولا يصلح اتخاذ موضوعات الإنشاء مما تثيره تلك القراءات، فجلهم - إن لم أقل كلهم - يقرأ من القصص الوضيع ومن الأدب الرخيص
وبعد فالعذر للأستاذ واضح فما جدوى اثني عشر موضوعاً يكتبها التلميذ ثم لا يجد من الوقت ما يدفعه إلى تعرف أخطائه؟ وأني له الفرصة ليصف لكل تلميذ داءه والفصل يتراوح بين الثلاثين والخمسة والثلاثين؟)
حضرات المفتشين:
وحدوا خططكم، وسددوا توجيهاتكم، ونظموا مناهج لغتكم، وامنحوها من الحظ ما للغة الأجنبية، وأعطونا من الحرية ما يحفزنا إلى الإثمار والإنتاج، ثم تعالوا بعد ذلك فحاسبونا ولومونا إن وجدتم إلى اللوم سبيلاً فلوم المقصر تقويم لا يخشاه الجادون في عملهم البصيرون بواجبهم.