من الأبيات الفارسية المشتملة على المعاني الغربية بالأبيات العربية فيجمع فيها بين الابداع والاسراع، إلى عجائب لا تحصى، ولطائف تطول ان تستقصي).
لدينا من آثار الهمذاني ديوانه ورسائله ومقاماته. فأما الديوان فيتضمن زهاء ثلاثمائة والف بيت، منها ست وثلاثون قصيدة وقطعة من المدح مدح بها من الملوك والأمراء: شمس المعالي قأبوس بن وشمكير، والسلطان محموداً الغزنوي، وبنى فريغون وخلف بن احمد، وبني ميكال. ومن الوزراء الصاحب بن عباد، وأبا نصر بن زيد - ومدح جماعة من رؤساء جرجان ونيسابور ونسا وهراة. وهو يجري في المدح على السنن المعروف، ولكنه لا يلتزم الغزل في أول المدائح، ولا يطيل في معظمها.
ومن جيد شعره في المدح القصيدة التي أولها:
على إلا أريح العيس والقتبا ... وألبس البيد والظلماء واليلبا الخ
وقوله في بني فريغون:
ألم تر أني في نهضتي ... لقيت الغنى والمنى والأميرا
ولما التقينا شممت التراب ... وكنت أمرأ لا اشم العبيرا
لقيت امرأ ملء عين الزما ... ن يعلو سجايا ويرسو ثبيرا
لآل فريغون في المكرمات ... يد أولا واعتذار أخيرا
إذا ما حللت بمغناهم ... رأيت نعيما وملكا كبيرا
وأما الغزل فيه غير ما في قصائد المدح ست قطع تحوي وأحداً وعشرين بيتاً. والبديع ليس غزلا، ولكنه حاكى الشعراء في ضرب ألفوه وافتنوا فيه وعدوه من فروض الشعر.
وله قطع في وصف الاسد، والليل، والمجمر. . وقطعته في وصف الليل نموذج من شعره المرتجل. ارتجلها حين اقترح عليه الموضوع والقافية:
أنعت ليلا ذا سواد كالسبج ... مخدر الصبح خدارى الدعج
أدرج العالم فيه لا ندرج ... أو نسج الحرمان منه لا نتسج
ليلا حرون النجم قاري النهج ... العمر فيه نقطة لو انفرج
والدهر من اجزائه ولا حرج ... أيسر ما فيه الشهور والحجج الخ
ويجود شعر الهمذاني في الرثاء والمواعظ. وفي ديوانه ست مرات إحداها في واقعة