إن وزارة المعارف أنشأت معهداً جديداً هو معهد الدراسات العالية، وبه أرادت أن تزدّد المدرسين بأزواد علمية وأدبية لم يذوقوها من قبل.
فما مصير هذا المعهد؟
إن بقاءه رهينٌ بأحوال المدرسين، وقد قيل إنهم في احتياج إلى مزيد من التثقيف
وأقول: إن من العيب أن نحوج وزارة المعارف إلى أن تُشغل بتثقيفنا بعد أن شببنا عن الطوق منذ زمان
لا يجوز أن نحوج وزارة المعارف إلى شيء من هذا القبيل، وإنما يجب على كل مدرس أن يكون نائياً عن وزير المعارف في أداء الواجبات الوطنية من الوجهة التعليمية.
يجب أن يقترب اليوم الذي يستغني فيه المدرس عن رقابة المفتش.
ولن يقترب ذلك اليوم إلا حين يوجد التلميذ، التلميذ الذي يحب أن يتعلم، التلميذ الذي يقهر المدرس على أن يستعد للدرس كل الاستعداد.
ومتى يوجد ذلك التلميذ؟
متى يوجد التلميذ الذي يخلق المدرس؟
متى يوجد الفتى الذي يعزّ عليه أن تمر أيامه بلا انتفاع؟
سنرى محاولات لبعث الروح المكنون في صدر التلميذ. . . فإلى اللقاء في الأسبوع المقبل وهو قريب.