ومهما يكن من قصر الوقت الباقي من زمن الحرب، فانقضاء هذا الوقت في معرفة الحقائق والتأهب للطوارق خير من قضائه في الإهمال والتسويف، وليكن إقبال الناس على القراءة حافزاً لمن يعنيهم أن يقرءوا ما يصلح للفهم في كل زمن وما يصلح للفهم في الزمن الأخير من الحرب على التخصيص. وليس الكتاب وحدهم أصحاب الشأن في الكتابة لأنهم لا يملكون زمام الأمر إلا قليل. فلو كنا على ما نود من توافر الأداة الثقافية لنهض بالأمر جمع قادر أولو جاه ومال يقررون الموضوعات ويوزعون الأبواب وينفقون على ثقة من الكسب وعلى توقع للخسارة في وقت واحد، أو يراوحون بين ما يربح وما يحمل الخسارة، فلا يهمهم أن يربحوا من كل شيء ما داموا لا يخسرون من كل شيء