فليعرف أن (الزير المعلق) هو قصر شيرين باشا. ولعل صاحب القصر سماه بهذا الاسم للمعنى المضمر في لطافة الزير المعلق أيام الصيف. وقد سُجِّل اسم هذا القصر في قصيدة من قصائد الشاعر إبراهيم الدباغ، أنعم الله عليه بالشفاء، فقد سمعت أنه مريض.
أما بعد فماذا أريد أن أقول؟
هذا ربيع، وهذا صيف، وهذه ليالي النسائم الرفيقة بمصر الجديدة والجيزة والمعادي وحلوان والزيتون
فأين صبواتك يا قلبي؟ وأين أيامك؟ وأين لياليك؟ وأين أحبابٌ كنت معهم على ميعاد؟
لقد بخلت الأقدار بالتلاقي، وتركتنا نصطرع في لجج اليأس العجّاج
مضى الشتاء وأورقت أشجارٌ ثم أزهرت، وما لك يا قلبي أملٌ في إزهار ولا إيراق
الوجود كله ربيع، فأين نصيبك من هذا الربيع يا قلبي؟
ربيعك هنالك، فامض إليه إن استطعت، وإن استطاعت تلك الأزهار أن تطمس أبصار الرقباء
سيمر زمن وأزمان، وستفعل المقادير ما تفعل بمصاير ممالك وشعوب، ثم يبقى لك هواك يا قلبي، هواك الذي لا يجوز عليه الخمود، لأنه من أقباس الخلود
وهل يعرف أحبابك هنالك أنك معهم على ميعاد؟ لقد يئسوا من وفائك يا قلبي، لأنك آثرت الكتمان، فمتى تفتضح في هواهم ليعودوا مع الربيع؟
أنتِ على بالي في كل وقت، ... يا مَهاةً لا تخطر إلا في البال
ولو أنني أستغفر الله كلما ... ذكرتكِ لم تُكتبْ علىّ ذنوبُ
في بناء الجيل الجديد
أعتقد أن الأساس لبناء الجيل الجديد هو خلق الإيمان بالعدل في تقسيم الحظوظ، بحيث يصير من المفهوم عند الجميع أن في مقدور كل فرد أن يصل إلى أعظم المناصب، إذا زوّد نفسه بالزاد الذي يؤهله لما يتسامى إليه، بلا احتياج إلى وسيط أو شفيع
ولكي نصل إلى هذه الغاية يجب أن نروض أنفسنا على فهم المراد من العدل، فقد يصرخ ناس ثم يصرخون بدعوى أنهم لم يؤهلوا أنفسهم لخوض معارك الحياة واقتحام أسوار المجد. وهذه آفة لم يسلم منها الناس في أي زمان