فتحلل لهم شخصياتهم أو تقفهم على مزاياهم أو تنقد لهم مذاهبهم في التمثيل أو طرائقهم في الأداء؟
ألا تستحق أمينة رزق وزينب صدقي وفاطمة رشدي وعزيزة أمير وآسيا ودولت أبيض ومن إليهن أن تترجم لهن مجلاتنا الممتازة، أو أن تقدمهن لجمهور قرائها بما ينبغي لنساء المسرح من عرض ونقد وتحليل؟
ما هذا؟ ألا يستحق محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ورياض السنباطي والقصبجي وزكريا أحمد وعبد الغني السيد وصفر علي والنقاد والرشيدي وسامي شوا وفاضل شوا وعبد المطلب والسروجي وأحمد عبد القادر ونور الهدى ورجاء وفتحية وأسمهان ونجاة. . . ألا يستحق هؤلاء أن يترجم لهم والعالم كله ينتفع بهم ويلتذ غناءهم وموسيقاهم وألحانهم؟
إني وأنا أكتب هذه الأسماء ألمح الابتسامات العريضة ترقص على شفاه رؤساء التحرير وعلى قسمات الكثيرين من القراء. وليست هذه الابتسامات من الغموض بحيث يخفى معناها على أحد. . . إنها ابتسامات الاستعلاء. أو الاستهزاء. ما في ذلك شك. . . وهو استعلاء ظالم. . . بل هو استعلاء أناني أثر، وأمسك عن وصفه بشيء آخر
لقد آن أن تكون مجلاتنا الممتازة صادقة في التعبير عن مصر الحديثة. ولقد آن أن تعرف مجلاتنا الممتازة حق المسرح المصري الحديث، والسينما المصرية الحديثة، والغناء المصري والموسيقى المصرية. . . هذه المظاهر الأربعة الهامة التي تصور للعالم العربي مصر الناهضة التي تتزعم ممالكه ودويلاته، وتصدر إليها الفكر الجديد والثقافة الجديدة. ليكن بعض رجال هذه الفنون كما وصفنا في هذا المقال؛ ولكن لتكتب مجلاتنا عنهم لتقوم اعوجاجهم، ولترد إليهم كرامتهم، ولتصل أسبابها بأسبابهم، فإنه إذا استمرت تلك القطيعة بينها وبينهم وبين رجال الفنون على هذا النحو صار سواء أصدرت مجلاتنا تلك عن القاهرة أو عن مكة أو عن دمشق أو عن بغداد أو عن صنعاء. وربما جاء يوم تصبح فيه مجلاتنا صحائف أرثوذكسية لا تعبر عن شخصيات العصر الحديث. . . ولست أدري لماذا ألغت الرسالة باب الفنون وباب الموسيقى والموسيقيين وقد كانا من أجمل أبوابها؟