لها مجلاتهم ميداناً للنقد أو العرض أو التحليل. وقد آن أن نكون صرحاء. . . فالمسرح المصري أصبح حقيقة لا مرية فيها، وأشرطة الصور المصرية تغزو دور الصور في مصر خاصة وفي الشرق العربي عامة. وقد أصبح للمسرح المصري والسينما المصرية والغناء المصري أكبر الأثر في التوجيه الأخلاقي والتوجيه الثقافي الحديث. ورب درامة أو شريط سينمائي للأستاذ يوسف وهبي - كائناً ما كان هذا الشريط - له من الأثر في أخلاق هذه الأمة وفي مزاجها وفي تكييف ذوقها ما لا تستطيع أن تصنعه خمس مدارس أو عشرة أو عشرون. . . ورب أغنية للأستاذ محمد عبد الوهاب أو للآنسة أم كلثوم يكون لها من الأثر في عامة الشعب وخاصته مالا يكون لألف مقالة من مقالات الرسالة والثقافة والمقتطف والهلال مجتمعة. . . هذه حقيقة لا يماري فيها إلا مكابر. . . فإذا كان الأمر كذلك، فكيف تجمع هذه المجلات المحترمة الممتازة على الانصراف عن المسرح المصري والسينما المصرية والغناء المصري والموسيقى المصرية لا تتعرض لها بخير أو شر؟ هل يظن رؤساء تحرير هذه المجلات - وهم قادة الفكر في مصر وفي الشرق العربي - أنهم يؤدون وظيفتهم كاملة على هذا النحو المبتور؟ هل صحيح أن انصرافهم عن هذه النواحي الثقافية التي لها أكبر الخطر في تكييف نهضتنا الفكرية وذوقنا الفني هو صدى هذا الاستعلاء الذي أشار إليه أحد رجال الفكر الذي حاورته في هذا الموضوع. . . على أنني لست أدري سبباً لهذا الاستعلاء؟ أليس هو من باب وضع النعامة رأسها في الرمال إذا حاق بها الخطر؟ هل يماري رؤساء التحرير المحترمون هؤلاء في خطر المسرح والسينما والغناء والموسيقى على الأخلاق والأذواق؟ ألا تستحق الأربعون أو الخمسون رواية التي ألفها الأستاذ يوسف وهبي ومثلها أو أخرجها للسينما وشهدها خمسون أو ستون مليوناً من النظارة في مصر وفي العالم العربي. . . كلمة نقد أو كلمة تقدير أو كلمة تحليل. . . أو حتى كلمة تحذير من إحدى مجلاتنا الممتازة أو المتزمتة. . . لا أدري. . .
ألا يستحق هؤلاء الأبطال: يوسف وهبي وحسين رياض وأحمد علام وزكي طليمات وسليمان نجيب وعباس فارس وعمر وصفي وحسين صدقي وأنور وجدي ومحمود ذو الفقار ومنسي فهمي ومحمود المليجي وأحمد جلال ومختار عثمان ونجيب الريحاني وفوزي الجزايرلي وعلي الكسار. . . ألا يستحق هؤلاء أن تقدمهم مجلاتنا الممتازة إلى قرائها