أعجب للأستاذ كيف يشوه الأساليب العربية بمثل هذه السهولة. . .
إن مقول القول لا بد أن يُسبق في كل كلام منثور بالإشارة إلى القائل. ولكن قد يُتجاوز عن ذلك في الشعر فقط نظراً لضروراته المختلفة. ألا ترى إلى الأستاذ الفاضل علي محمود طه كيف يقول في قصيدته حانة الشعراء (عدد ٥١٢ من الرسالة):
زنجيةٌ في الفن تحتكم؟ ... قد ضاع فن الخالدين سُدى!
وهذا كلام يقوله على لسان روَّاد الحانه دون أن يرى ضرورة النص على ذلك. ولكن عندما يجد في الجواب أن الأسلوب يُسعده على ذكر اسم المتكلم، يذكره فيقول:
فأجابت الحسناء تبتسم: الفن روحاً كان؟ أم جسداً؟ الخ
فإذا كان تنيسون قد أعفى نفسه (في هذا الموضع فقط) من الإشارة إلى القائل نظراً للضرورة الشعرية، فليس ثمة ما يعفي المترجم الناثر من أن يوضح الكلام فيقول (وارتفع صوت من داخل الزورق يقول). وكان بودي أن أناقش سائر النقط التي أوردها الأستاذ؛ ولكن صفحات الرسالة لا تتسع لمثل هذه المناقشات اللفظية، فأرجو أن يعاود الأستاذ النظر فيما كتب على ضوء هذه القاعدة؛ وهي أن المترجم مقيد بالأفكار وبالمعاني، بل وأكثر من هذا بالروح الشائع في القطعة المترجمة؛ ولكنه مطلق الإرادة فيما سوى ذلك من الألفاظ والأساليب والتعبيرات، تلك التي لا تزيد على كونها أوعية خارجية للأفكار والمعاني.
(جرجا)
محمود عزت عرفة
الكلمة الأخيرة في ضبط الخلاف بين العربية والعامية
قرأت في العدد (٥١٣) من الرسالة، رد الكاتب الفاضل (. . .) على ردي عليه بالعدد (٥١٢). وفيه يقول: إنني حكمت باستحالة الضبط المذكور، بينما أتيت بضابط لهذا الخلاف!. . .
وردي عليه الآن أن لفظ مستحيل في عنواني، ينصب على رأيه الجديد في ضبط الخلاف، لا على الضابط الذي نقلته عن العلماء، والذي عليه المعول في التمييز بين العربية والعامية، منذ ١٣٤٢ عاماً هجرياً بوجه التقريب! وعلى ذلك فلا تناقض في كلامي كما