وقوله: إن ردي لا يمت بصلة إلى عنوانه، لا أجد أسطع برهان على دحضه غير إحالة القراء على الرد في العدد السالف الذكر. . .
أما قول الفاضل: إن ردي عليه ينقل الضابط المتواضع عليه بين العلماء، مصادرة لا تصلح في مقام الرد، فالجواب عليه أني اعتبرت هذا الضابط مجمعاً عليه عند العلماء الذين يؤخذ بآرائهم في مثل هذا الشأن. فإذا جاء أحد العلماء أخيراً برأي جديد متطرف - عد هذا الرأي خارجاً على الإجماع، فلا يعتد به. إذن فليس هناك مصادرة، وإنما ذلك نقض للاقتراح من أساسه
وقد تخلص الفاضل من إلزاماتي الموجهة إليه بما لا يجديه نفعاً، ولا يشفع له عند أهل النظر!
وبعد فقبل أن يقول المجمع كلمته في قيمة هذا الاقتراح أظن أن الجدل بيننا قد يطول، فأرى أن نتحاكم إلى القراء في آينا على صواب فيما يقول. وما أكثر قراء الرسالة من العلماء والأدباء، فإليهم نطلب الكلمة الأخيرة.
عبد الحميد عنتر
زهر وخمر
ذلك عنوان الديوان الجديد الذي أخرجه للعالم العربي شاعر اللذة والجمال، وعاشق التيه والضلال، ونحيُّ الأرواح والأشباح، الأستاذ الكبير على محمود طه؛ فكان ببديع خياله ورقيق نسجه وأنيق وشيه وبارع تصويره وجمال طبعه، طاقة عطرية من ألوان الربيع، ومجموعة عبقرية من ألحان الحب، ونشوة علوية من رحيق الشباب، لا يزال العقل والذوق والشعور منها على لذة لا تنقطع، ومتعة لا تنفد
وإن إخراج هذا العمل الفني البارع في وسط هذه الزعازع الحربية والاقتصادية والسياسية دليل على خلوص العقيدة الفنية في نفس الشاعر. وإن القيثار الذي لا تضطرب به اليد ولا يتهدّج عليه الصوت في هذا البحران العالمي، شاهد على صلابة العود وسلامة الطبع في الفنان