للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بولاق، وكان الظن أن نفهم أنها أول ما يرى القادم على القاهرة من ناحية الصعيد

منذ ثلاث سنين كتبت كلمة في مجلة الرسالة أدعو فيها إلى تجميل مدخل القاهرة في نظر القادم من الإسكندرية أو بور سعيد فما استمع مستمع ولا استجاب مستجيب، وأنا اليوم أعجب من أن تبقى منطقة بولاق على ما كانت عليه قبل التمدن الحديث، مع أن لبولاق تاريخاً من أعظم التواريخ، فهي التي أنشأت المدافع لمقاومة الاحتلال الفرنسي، وفيها أقيمت أول مطبعة لإحياء المؤلفات العربية والإسلامية. وهل في العرب من لا يدين لمطبعة بولاق، ولو كان في أقاصي الصين؟

قطار بور سعيد

الواقع أننا لا نفكر في خلق الجاذبية في صدور من يفد على الديار المصرية. . . هل تعرفون شيئاً عن قطار بور سعيد؟

وهل تصدقون أن أجرة الباخرة من مارسيليا إلى الإسكندرية أرخص من أجرة المثل في السفر من مارسيليا إلى بور سعيد؟

لذلك أسباب، ولكني أحب أن أجعل قطار بور سعيد من أهم الأسباب

هو قطار سخيف، وهو لسخفه يجهل أنه يقاسي زوابع الصحراء نحو ساعتين، فليس بالدرجة الثانية ستائر تمنع هجوم الرمل والتراب. أما الدرجة الثانية فطعام ركابها عجاج في عجاج. . ويا ويل من يركب قطار بور سعيد وهو خفيف الجيب!

وبهذه المناسبة أذكر أن الدرجة الثانية بقطار الصعيد ليس فيها مراوح، فماذا يصنع الركاب في وهج الصيف، إذا كتب عليهم أن يصطلوا القيظ بين الأقصر وأسوان؟

شيئاً من الرحمة، يا مدير سكك الحديد، فقد سمعت أنك من الرحماء؟

وما حال المقصف الذي يوجد في بعض القطارات لا كل القطارات؟

هو محرم على ركاب الدرجة الثالثة تحريماً قاطعاً، وقد يكون فيهم من يحتاج إلى تناول الطعام في مكان مريح ليدفع مشقة السفر وهو قطعة من العذاب

يا ناس، يا ناس، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء!

قطار الديزل

<<  <  ج:
ص:  >  >>