إن خصومتي للدكتور طه حسين خصومة أدبية لا شخصية، وسأخاصمه كلما لاحت فرصة لنقد ما يصدر عن قلمه من آراء، وهو لا يزال في الميدان فليس من البعيد أن أرجع إليه بعد أسبوع أو أسابيع
المهم هو تسجيل هذه الظاهرة الغريبة، ظاهرة البلادة الأدبية عند بعض الأدباء البهاليل، فما الذي يصدهم عن نقد الدكتور طه بأقلامهم إن كانوا يرون في مذهبه الأدبي شيئاً من الاعوجاج؟
إن الذين يتوهمون أن في مقدورهم أن يثيروني على الدكتور طه حسين بمثل ما توسل به أحدهم من النمائم لفي ضلال، فما يستطيع قلمي أن يصول بغير الحق، ولو في مناوشة أعدى أعدائي، على فرض أن الدكتور طه من الأعداء، وله في قلبي مكان
المعارك القلمية في مصر
لخصت مجلة الصباح الدمشقية ما دار بيني وبين الأستاذ عباس العقاد من صيال، ثم قالت:
(هذا نمط من المعارك القلمية التي تثور في مصر اليوم، وبمثل هذا النقد اللاذع يتراشقون)
والجواب حاضر، فمصاولة الأدباء المصريين بعضهم لبعض لا تغض من النهضة الأدبية في الديار المصرية، وإنما هي شاهد صادق على حيوية الأدباء المصريين
قلت مرة ومرات: إننا نختلف أقل مما يجب، ويا ويلنا إذا لم نختلف!
فإن شاء رفاقنا في دمشق أن يعدوا الاختلاف من عيوبنا فهم مخطئون
ألم أقل لكم: إن السلام ضرب من الموت؟
الطبيعة والناس
في اللحظات التي يتزحزح فيها برد الشتاء من وضع إلى وضع تبدأ الطبيعة بإعداد الخلائق الجديدة في عوالم الشجر والنبات والطير والحيوان
والأمر كذلك في حياة الناس. . . ألم تسمعوا بهجوم الربيع في دنيا الحرب؟
كان ذلك لأن الربيع يوقظ القوى الغافية، قوى الحب والبغض، والصلح والقتال
أكتب هذا وقد سمعت ما سمعت وقرأت ما قرأت من أخبار العراك في مجلس النواب. فما دلالة هذا العراك؟ وهل يحط من أقدارنا في أنظار أهل الشرق والغرب، كما قيل؟