للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هلا هلا هيَّا، إطوى الفلاطيا، وقربي الحيا، للنازح الصب جلاجل في البيد، شجية الترديد، كرنة الغرِّيد، في الفنن الرطب هلا هلا سيري، وامضي بتيسير، طيري بنا طيري، للماء والعشب طيري اسبقي الليلا، وأدركي الغيلا، العهد من ليلى، ومنزل الحب بالله يا حادي، فتش بتوباد، فالقلب في الوادي، والعقل في الشعب

(شوقي)

ولما سمع المجنون الحادي يردد في أنشودته ذكر ليلى والتوباد، صرخ صرخة مدوية وخر مغشياً عليه. واجتمع عليه قومه، وأبوه باك حزين، وجعلوا يروحون له ويرشون على وجهه الماء إلى أن أفاق مصفر اللون وأنشأ يقول:

وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى ... فهيج أحزان الفؤاد وما يدري

دعا باسم ليلى غيرها فكأنما ... إطار بلى طائراً كان في صدري

دعا باسم ليلى أسخن الله عينه ... وليلى بأرض الشام في بلد قفر

عرضت على قلبي العراء فقال لي ... من الآن فاجزع لا تمل من الصبر

وفشا أمر المجنون بين الحجاج، فلامه بعض قومه وطلب منه أن يستشعر الصبر ويستبقي مودة الحبيب بكتمان الحب، فكان من جوابه أن قال:

إن الغواني قتَّلت عشاقها ... يا ليت من جهل الصبابة ذاقها

في صدغهن عقارب يلسعننا ... ما من لسعن بواجد ترياقها

إن الشقاء عناق كل خريدة ... كالخيزرانة لا تمل عناقها

زانت روادفها دقاق خصورها ... إني أحب من الخصور دقاقها

إن التي طرق الرجال خيالها ... ما كنت زائرها ولا طراقها

ثم انسل من بين أهله، ومزق ملابسه، ولجأ إلى جبل التوباد، حيث جعل يخطط بإصبعه في التراب، ويجمع العظام حوله، ويعاشر الظباء والوحوش.

وفي (شكل٢) نرى الناس وقد أحاطوا بالكعبة الشريفة رافعين أيديهم بالدعاء لقيس أن يمن الله عليه بالفرج. بينما تعلق قيس بأستار الكعبة وهو يقول:

أتوب إليك يا رحمن مما ... عملت فقد تظاهرت الذنوب

فأما من هوى ليلى وتركي ... زيارتها فإني لا أتوب

<<  <  ج:
ص:  >  >>