مسارح البلدان الأخرى، على ألا تتحمل الفرق مصروفات الانتقال أو أجور المسارح التي تزورها ما دام التزاور سيكون على قاعدة التبادل المنفعي. . . ومن عيوب مسارح المستودعات أيضاً سرعة تغيير البرنامج الذي يقتضيه الفرار من إملال الجمهور المتشوق إلى رؤية الجديد دائماً. . . وسرعة تغيير البرنامج تؤدي إلى أخطار كثيرة منها عدم عناية الممثل بدوره لكثرة إرهاقه بالعمل. وكان المسرح الألماني يتخلص من نتيجة ذلك بتمثيل الرواية الواحدة في أكثر مسارح الـ في وقت واحد ولمدة طويلة معينة ربما امتدت إلى أكثر من خمسة عشر أسبوعاً، وبذلك يضمن ربحاً معقولاً للمؤلف الذي تخصص له حصة معلومة من جميع المسارح، كما يضمن الراحة لجميع أفراد الممثلين الذين يتمكنون بذلك من أداء أدوارهم على خير وجه مضمون. على أن الألمانيين، قبل الحرب الكبرى، كانوا يعرفون للمسرح قدره، وقد ضاقوا ببطء الأساليب المسرحية الإنجليزية فأنشأوا مسارحهم الخاصة على منوال جديد وذلك بتشييد المسارح الشعبية الحرة ' التي كانت بلديات المدن الكبرى تمدها بإعانات على جانب كبير من السخاء كما كانت هي تتألف عن طريق الاشتراك من آلاف الأعضاء الذين كانوا يمنحون امتيازات عظيمة لشهود الروايات، وكان أجر الدخول لا يتجاوز الخمسة قروش قط، كما كانوا، مقابل جنيه واحد في السنة، يحصلون، يحصلون على مجلة مسرحية ثقافية ويملكون الحق في شهود عدة محاضرات ثقافية تلقى عليهم بانتظام، هذا إلى حضور أربعين حفلة تمثيلية بالمجان موزعة على الفصل التمثيلي السنوي. والعجيب في ألمانيا أن برلين نفسها كانت متخلفة في الحركة التمثيلية وراء جميع المدن الألمانية الكبرى فلم تكن تفرض هذا الذوق الـ أو العاصمي الذي تفرضه العواصم الأخرى على المدن الأقل شأناً في المملكة؛ فكان لمدينة كولونيا مسرحها الشعبي العتيد الذي كانت بلديتها تمنحه سنوياً مبلغ خمسة وعشرين ألفاً من الجنيهات؛ وكذلك كان لمدينة ثورن، وهي من أصغر المدن الألمانية، مسرحها الشعبي الذي كانت تمنحه بلديتها مبلغ ألف جنيه سنوياً. وقد مثل مسرح كولونيا رواية المعركة لجولذورتي الإنجليزي فربح منها أضعاف ما ربح في إنجلترا.