الناقد المسرحي اللامع. . . أما في مسرح الكورت بلندن فقد وثب إلى قمة المجد مستر شو وجولذ ورثي وجرانفيل باركر وجون هانكن. . . وكما كانت هذه المسارح وسيلة لإظهار هذه الطائفة الضخمة من كبار المؤلفين فكذلك كانت سبباً لظهور أكابر الممثلين الإنجليز. وقد كان مسرح ليفربول أعظم مدرسة إنجليزية لتخريج أحسن ممثلي الطراز الأول كما بدأ نبوغ الممثلة الذائعة الصيت سيبيل ثورنديك في مسرح منشستر وهي التي أصبحت درة مسارح الوسْت إند فيما بعد. . . وكذلك أخرجت تلك المسارح طائفة عظيمة من كبار المخرجين وعلى رأسهم المستر باسل دين كما أخرجت الكثيرين من مصوري المناظر وفي مقدمتهم المستر جورج هارِسْ
أما ما كان يعاب على مسارح المستودعات هذه فجملة أمور أهمها ضآلة أجور الممثلين وضآلة المكافآت التي كانت تمنحها للمؤلفين الناشئين - وكثيراً ما كانت المس هورنيمان وغيرها من أسخياء الإنجليز هم الذين يشترون الروايات الجديدة ويمنحونها للمسارح على سبيل الهدايا ومن باب التشجيع، - وكانت هذه المسارح كلها متقاطعة فيما بينها، فلا يتصل أحدها بالآخر، ولا تقوم فرقها بزيارات إقليمية، وكانت عنايتها بالروايات الجديدة تافهة كما قدمنا. ولعل هذا كان سبباً في تخليد تلك الثروة العتيدة الضخمة من الروائع المسرحية القديمة التي لولا مسارح المستودعات لاختفت إلى الأبد أو لأصبحت محبوسة في بطون الكتب لمن شاء أن يقرأها لا لمن يحاول أن يمثلها أو يشهدها على خشبة المسرح قطعة فنية حية تتحرك بأشخاصها ومناظرها وعنصرها وموضوعها. على أن أكبر عيوب تلك المسارح هو الملل الذي يتسرب إلى نفوس النظارة من كثرة ما يشهدون ممثليها، إذ يتفق للمتفرج أن يشهد الممثل ثلاثين أو أربعين مرة (هذا في إنجلترا!) في السنة الواحدة، وفي ذلك من الإملال لنفس المتفرج ما فيه، والمتفرج - بل كل نفس بشرية - محتاجة إلى التشويق بالأشخاص الجدد حاجتها إلى الهواء الجديد والمناظر الجديدة والموضوعات الجديدة. ولعل هذا الركود في وحدة أشخاص الممثلين هو الذي أوشك أن يقضي على تلك المسارح بانصراف الجمهور عنها - ولعل هذا أيضاً هو أحد العوامل التي هونت على الجمهور المصري شأن المسرح وسببت انصرافه عنه. وهم يقترحون لاستدراك هذا الخطر - في إنجلترا طبعاً - تسهيل تزاور هذه الفرق ليعرض كل منها رواياته في