الغراء عن (هبة الله بن جميع الإسرائيلي المصري طبيب الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب. وضبط الدكتور الفاضل اسم الطبيب المصري هكذا (ابن جميع أو ابن جُميِّع)
وعجبت جداً كيف يغفل صديقنا المحقق عن صحة اسم هذا الطبيب الإسرائيلي المصري فيرويه على وجهين، مع أن النصوص والأخبار جميعها متفقة على رواية واحدة وهي ابن جميع بفتح الجيم لا غير. فلا حاجة بنا إلى تشديد الياء
قلت إن الأخبار الأدبية والتاريخية تؤيد هذا الوجه ولا تعرف غيره وخاصة أن هذه الأخبار لأعلام عصر المؤلف وشعرائه المشهورين
ودليلنا على ذلك ما قاله ابن المنجم المصري الشاعر المشهور في عصر صلاح الدين وكان معاصراً لابن جميع في عجائه:
دعوا ابن جميع وبهتانه ... ودعواه في الطب والهندسة
فما هو إلا رقيع أتى ... وإن حل في بلد أنحسه
وقوله من أبيات أخرى.
لابن جميع في طبه حمق ... يسب طب المسيح من سببه
وقوله من أبيات أخرى
كذبت وصحفت فيما ادعيت ... وقلت أبوك جميع اليهودي
فهذه النصوص كلها تدل على أن اسمه ابن جميع بفتح الجيم لأن الشعر لا يستقيم وزنه على الوجه الثاني (ابن جميِّع) الذي ذكره الدكتور
بقي أن هذه الأبيات التي أوردتها هي في هجاء ابن جميع، وقد صدرت عن شاعر خبيث اللسان كما يعترف بذلك ابن أبي أصيبعة صاحب طبقات الأطباء ج ٢ص١١٣، ولكنها على كل حال لا تغض من قيمة ابن جميع العلمية ولا تنقص من قيمة رسالته الصلاحية النفيسة التي أورد الدكتور كراوس نبذاً منها في عدد الثقافة الأخير