الأستاذ صلاح الدين المنجد في طليعة الشباب السوري الممتاز بالجمع بين الثقافتين العربية والغربية. وقلما تجد هذا الجمع على نسبة عادلة في غير هذه الفئة الصالحة التي تنتج الأدب السوري اليوم وتجدد فيه وتقوم عليه؛ فهي تمتاز من غيرها بإشراق الديباجة وسلامة البيان من جهة التصوير، وبشمول الثقافة وجدَّة الفكرة من جهة التصوُّر. والمتتبع لمقالات الأستاذ المنجد في الرسالة يلاحظ هذه المزايا واضحة جلية. وقد أصدر اليوم بعنوان (إبليس يغني) ثلاث روايات قصيرة هي: إبليس يغني، وإبليس يلهو، وحسناء البصرة. نقلها عن حكايات قديمة (كتبت في عصر يباين عصرنا فأصبح يعوزها أن تعرض برشاقة، وتهذب بذوق، وتصقل بفن، وتثقف بدقة. . .) وقد قال الأستاذ: (فوضعت حوارها على طراز تمثيلي حديث، ولم أشأ أن أبدل في جوهرها، ولكن تصرفت بعض التصرف في ترتيبها وتفصيلها وتبويبها، فجاءت كتاباً خاصاً ما أحسب أن أحداً أفرد مثله لمثلها. . . أقدمه رياً للقلب الرغيب في التماس الجمال في أدب القدامى، ومتاعاً للنفس العطوف على الفن أنى كان، ووسيلة لتحبيب الشباب في أدبنا القديم). والكتاب مطبوع في مطبعة الترقي بدمشق طبعاً جميلاً على ورق جميل. فللأستاذ المنجد الشكر على كتابته، ولجمهور القراء التهنئة بقراءته
بنو إسرائيل والطعام الواحد
قرأت ما رد به الأستاذ (س) على الدكتور زكي مبارك في فهم الآية الكريمة: (اهبطوا مصراً. . .) فراعني منه أن يبنى على وجه التخطئة على ما يأتي:
أن (مصر) النيل المبارك فهي علم ممنوع من الصرف. . . كيف هذا وصاحب الكشاف يقول ما نصه. . . ويحتمل أن يريد العلم وإنما صرفه مع اجتماع السببين فيه وهما التعريف والتأنيث لسكون وسطه كقوله: نوحاً ولوطاً. . . وأن يريد مصراً من الأمصار. وفي مصحف عبد الله وقرأ به الأعمش: اهبطوا مصر بغير تنوين كقوله: ادخلوا مصراهـ
وعندي لتعليل تنوين مصر مع كونه علماً وجه آخر ذكره النحاة في كتبهم، وأظنه لا يغيب عن مثل حضرة الأستاذ، وهو أن العلم إذا أريد به البقعة لم يصرف لأنه اجتمع فيه التأنيث مع العلمية، وإن أريد به المكان صرف