للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبدأ ينشر في عام ١٨٤٩م فصول أشهر رواياته على الإطلاق: دافيد كوبر فيلد، وأنشأ في الوقت نفسه مجلة أسبوعية تحت عنوان: وصايا منزلية. واستبدل بها فيما بعد صحيفة أخرى سماها، دورة العام الكامل

وقد استنفذ هذا المجهود الهائل قواه ولكن لم يزده ذلك إلا تهالكاً على العمل

وبدأ في عام ١٨٥٣م يلقي فصولاً من رواياته في مجتمعات عامة. . . بدأ ذلك في برمنجهام بروايته: أغنية عيد الميلاد، واستأنفه في سائر المدن الإنجليزية إجابة لدعوات ملحة، ولقد درت عليه هذه المحاضرات فيما بعد أرباحاً وفيرة

وفي عام ١٨٥٦م تيسر له - كما أشرنا من قبل - أن يشتري بيت أحلامه منذ الطفولة (قصر جادز هيل) حيث أنشأ في رحابه كوخاً على النسق السويسري أتم بين جدرانه تأليف كثير من رواياته الخالدة. ولقد ارتفعت أرباح دكنز من قراءاته العامة خلال فترة ما إلى نصف ألف من الجنيهات كل أسبوع؛ ولكن أوهن هذا المجهود المتوالي من صحته وأذال من قواه حتى اقتضب حبل حياته، لا سيما وأنه كان يوالي إلى جانبه إصدار رواياته في فصول متلاحقة

وفي عام ١٨٦٦م شد رحاله مرة أخرى إلى أمريكا ليحاضر القوم برواياته، ثم عاد إلى إنجلترا مستأنفاً مهمته الشاقة حتى صرفه عنها المرض وفرط المجهود فأمسك مرغما.

النهاية

أقبل خريف عام ١٨٦٩م فاعتكف دكنز في جادز هيل ليكتب روايته الأخيرة (سر إدوين درود ولكن تقطعت به أسباب العيش قبل تمامها. . .

وكان موته فجائياً، فقد أصيب بنكسة شديدة في اليوم الثامن من يونية سنة ١٨٧٠م وتوفي في مساء اليوم التالي

وكان لنعيه وقع شديد في كل مكان، ورنة حزن قوية

زلزلت قلوب المعجبين به. . . وما أكثرهم

ولم يكن عجيباً أن تصل تعزية الملكة فكتورية في أوائل الرسائل التي تدفقت من سائر الجهات تدفق السيل العرم، وهي التي دعته في أخريات أيامه إلى التشرف بلقائها في قصر بكنجهام وتقبلت هديته التي رفعها إليها من مؤلفاته بأحسن قبول

<<  <  ج:
ص:  >  >>