يقوم الدكتور محمد مصطفى زيادة بنشر كتاب (السلوك في دول الملوك المقريزي) نشراً علمياً مضبوطاً بالغاً غاية الجودة في التحقيق والتعليق. وحبذا لو نشرت كتبنا وتراثنا الأدبي العلمي بمثل هذه الدقة والتوفر على الضبط وحسن الإخراج، حتى لو بعث المؤلف نفسه ما تمنى أن يخرج كتابه على خير من هذه الصورة. غير أنني لاحظت في الكتابين الأول والثاني من الجزء الثاني بعض هفوات في الشعر المروي أرجو أن يتسع لها صدر الناشر الفاضل لما أسمع عن رحابة صدره وحسن قبوله جاء في القسم الأول من الجزء الثاني ص ٢٦٣ س ١٦ هذا البيت:
يا قاضياً شاد أحكامه ... على تقى من الله وأقوى أساس
والبيت مكسور، وبحره السريع. وكلمة (من) في الشطر الثاني زائدة والفعل (شاد) بكسر الشطر الأول. ولعل الرواية الصحيحة التي يستقيم بها الوزن هي:
يا قاضيا شيد أحكامه ... على تقى الله وأقوى أساس
وذكر الدكتور زيادة في هامش صفحة ٢٩ (أن الموشحات يلتزم فيها اللفظ العربي الصحيح) وهذا كلام جرى فيه الناشر على رأي غير المحققين من الأدباء. وللمغفور له العالم الثبت الشيخ حسين والي كلام في هذا الموضوع من مخطوط له نفيس اسمه (عصا موسى) وهو تحت يدي الآن. ولعل الله يوفق أقارب الشيخ الجليل وهم من أفاضل العلماء لطبع هذا المخطوط
وفي القسم الثاني من السلوك ج ٢ ص ٤٤١ س ١٣ هذا المصراع
واردعه ردع كل مفسد وهو مصراع مكسور، لأن المخمسة التي هو منها من بحر الرجز، فهنا كلمة ناقصة ولعلها (باغٍ) أو عاتٍ أو ما إليهما فيكون المصراع هكذا: واردعه ردع كل باغ مفسد
وفي صفحة ٤٧٦ سطر ٧ من هذا القسم خمسة أبيات وردت كأنها قصيدة واحدة، والواقع أن فيها قافيتين، فالبيتان الأولان قافيتهما الياء والثلاثة الأخر قافيتها الشين، وليست الهاء