أسباب تلك الملاهي؟ وهل قال قائل إنها ضجيج يراد به ستر المتاعب؟
التعب هو المقياس للقيمة الذاتية، والعمل المتعب هو الذي يرشح صاحبه لجلائل الأعمال، والذي لا يرحب بالتعب ولا يفرح به لن يصل إلى شئ. . . والطمع في الراحة هو طمع الأموات لا الأحياء. . . وهل يثق بك أحد وهو يعرف أن الراحة من التعب هي غايتك، وأن التحرر من التكاليف هو مبتغاك؟
عصارة المتاعب
احفظ هذه اللفظة جيداً، واكتب منها لوحات يزدان بها مكتبك، وانظر إليها في صباحك وفي مسائك، واعلم علم اليقين أنها مسطورة فوق كل قلب من قلوب المجاهدين الفائزين
عصارة المتاعب نقلت خلائق من التراب إلى الحساب، فلا يخطر في وهمك أن إنساناً ارتفع بلا متاعب، ولا تصدق أن المناصب العالية تمنح كما تمنح الصدقات للمعوزين، ولا تتصور أن نظام الوجود يسمح بان يرتفع طائر بلا جناح أو يرتقي رجل بلا جهاد
يقول الكسالى من حولك بان لا نهوض بلا وسيط، وهم يردون كل فوز إلى قوة الوساطات والشفاعات
ولنسلم بان هذا القول صحيح في المطالب الهينة، كأن يكون غرضك أن تكون موظفاً يأكل العيش بأحد الدواوين، فمن الذي يرشحك لأن تقوم بعمل عظيم ولست له بأهل؟ من الذي يوصي بان تكون قوة مسيطرة على زمانك وهو يدرك أنك تعجز عن السيطرة الفكرية أو الروحية في أي ميدان؟
وكيف تصل إلى توصية من رجل عظيم وأنت مجرد من الكفاية الذاتية؟
أقم الدليل أولاً على صلاحيتك للأعمال التي لا يقوم بها غير فحول الرجال، ثم أنتظر نصيبك الحق، فقد تصل إليه بلا وسطاء ولا شفاء
هل جال بخاطرك أن توازن بين رجلين أحدهما في مركز فوق ما يستحق، وثانيهما في مركز دون ما يستحق؟ فأي الرجلين أعظم في نفسك؟ وأي حظ من هذين الحظين تريد لنفسك؟
وهل فكرت يوماً في غضب الله على من يأخذ أجراً بحق؟
أنا أخشى أن يكون رزقك أكبر من جهادك، فيكون في طعامك شئ من الحرام، والطعام لا