للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يسمن إلا إن كان حلالاً في حلال

ثم؟ ثم ماذا؟

هل فكرت في منافع الأعضاء؟

كل عضو يعرض للعطب إن لم يؤد أعماله الأساسية، فالعين تضعف إن صرفت عن النظر، والرجل تثقل إن كفت عن المشي، فما رأيك في عزيمتك وهي جارحة معنوية؟

أنا أعرف أنك تشتهي أن يحمل عنك الناس جميع أعبائك، وأن تركب فرساً ركبة الإعزاز لا ركبة الفروسية، وما أبعد الفرق بين الركبتين!

الراكب الأول مخلوق مدلل تراض له الفرس، والراكب الثاني فارس يروض الفرس، فانظر أين أنت بين هذا وذاك؟

كن رجلاً فعالاً يصنع العجائب في تصريف دنياه، كن رجلاً يفرح بالتعب، فالتعب أعظم رزق من أرزاق الرجال

لم يتقدم فرد على فرد ولا شعب على شعب إلا بفضل عصارة المتاعب، ولا جاز أن يتقدم متخلف أو يتخلف متقدم إلا بسبب تفاوت الجهاد

والأقدار التي سمحت بأن يكون فلان وزيراً في المملكة الفلانية - وكان في صباه بائع جرائد - هذه الأقدار لم تحابيه بأي لون من ألوان المحاباة، وإنما احترمت عصارة المتاعب في الأعوام الشداد فصيرته من الوزراء

ولتعرف جيداً أن لا نهاية لفضل الله على المجاهدين، فعند طيبات تفوق الوصف والإحصاء، وهو لا يتخلى عنك إلا يوم تتخلى عن نفسك بإيثار الراحة من عناء الجهاد

افرح بالتعب، واسأل الله أن يكثر متاعبك في أعمالك لا في أوهامك، فما شقي الناس إلا بالتعب في الأوهام لا الأعمال

افرح بالتعب، قبل أن لا تفرح بالتعب، فما يعاني التعب غير الأقوياء

وتذوق عرق الجبين من التعب قبل أن تعانيه من المرض

وأحذر ثم أحذر أن تمر عليك ساعة وأنت مستريح من هموم الرجال

هل سمعت باسم (الغرازة) في عرف أصحاب البساتين؟

هي عود من الخشب تسند به الشجرة الهيفاء، ومن الهيف في الأشجار، جاء الهيف في

<<  <  ج:
ص:  >  >>