للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمعة الشمس كعين ... لمعت نحو خليل

هل يرى القارئ عين الحبيب وهي تلمع نحو الخليل فتشبه لمعة الشمس؟ لابد أنها عين حمراء تقدح الشرر وترسل اللهيب

رجفة الزهر كجسم ... هزه الشوق الدخيل

أنا أعلم أن الدخيل معناه الطفيلي فما هذا الشوق الطفيلي؟ أهو الشوق الداخلي؟ وهل ترى الجسم يهتز كرجفة الزهر؟ لو أن كانت في القلب لقلت شاعر يشارك الطبيعة بإحساسها ولكنه الجسم كله. يخيل إلي أنني أرى فيلاً يهتز بجوار وردة تتمايل على غصنها

حيث يممت مروج ... وعلى البعد نخيل

مروج ونخيل لا تخصيص فيها ولا اختيار. أين الفن في يممت نحو المروج وعلى البعد نخيل. هذا نثر لا روح فيه

وأما غاية العجب فتأخذك من قوله:

قل ولا تحفل بشيء ... إنما الكون جميل

تسمع قل ولا تحفل بشيء، فتتنبه حواسك، ويستيقظ إحساسك، ويصحو عقلك لهذا التحدي القوي وتلك الشجاعة النادرة، وتحسب أن الشاعر سيخرج على قانون من قوانين الوجود أو على حقيقة من الحقائق الإنسانية الثابتة، ثم تنظر فإذا به لا يأتيك بغير هذه الجملة المبتذلة (إنما الكون جميل). وأنت تتساءل عن سر هذا القصر وذلك التأكيد فلا تهتدي إلى شيء.

هذا هو شعر الشاعر الكبير فما بالك بشعر الشاعر الصغير؟

محمد مندور

<<  <  ج:
ص:  >  >>