عز علي أن أظهر بمظهر من يمن على الصديق، واستغنيت عن تقريظ الرسالة وتقريظ البلاغ، اكتفاء بما أثنيت به على نفسي في مقدمة الكتاب!
وأعجب العجب أني أهديت كتابي إلى رجل لا ينتظر مني أي معروف، ولا أنتظر منه أي جزاء، ليكون في عملي شيء لوجه الله والوجه الوطنية، وهو رجل سبقنا إلى التشرف بخدمة العلم في العراق، ولم يحفظ له مواطنوه بعض ما حفظ له العراقيون
وأنا بعد هذا أسأل من يؤذيهم ثنائي على نفسي، أسألهم متى يجاهدون في الأدب كما أجاهد؟ ومتى يعانون في سبيل الأدب ما أعاني؟
أين الزميل الذي يقول إنه أحرص مني على الوفاء بحقوق القلم البليغ؟
أين الشخص الذي يملك الزعم بأنه نفعي؟ ومن هو المخلوق الذي يتوهم أن له ديناً في عنقي؟ ومن هو الروح الطاهر الذي يطمع في السيطرة على شيطانية روحي؟
كانت الغاية عندي أن أقيم الدليل على أن لوطني وجودية تحميه من الأباطيل، وكانت حياتي شاهداً على صحة ما ابتغيت، فما استطاعت قوة أن تهد مني، ولا جاز في وهم مخلوق أن يراني من أتباعه، ولو كان أعظم العظماء
أنا أخاطب رجلاً هو الأستاذ المازني، أخاطب رجلاً يسره أن يعلم أني أسيطر على شآبيب من الدواهي المواحق، وسأصبها على أعدائي حين أشاء
إن أدبي من صنع الله، وثقة الجمهور بأدبي من فضل الله، ولن أرتاب لحظة في أني أول كاتب وأول مؤلف وأول شاعر في هذا الزمان
هاتوا برهانكم يا خصومي إن كنتم صادقين!
هاتوا برهانكم، هاتوه، إن استطعتم الاعتصام بخيوط الأحلام أنا أثني على نفسي؟؟
هو ذلك، لأني أسهر الليل في مسامرة قلمي، ولأني أومن بأن الاعتماد على الماضي هو ثروة السفهاء من الوارثين
سنلتقي غداً وبعد غد، وسيكون صرير الأقلام أخطر من قعقعة السيوف