وأنا في الواقع أتعجب من استهانه الباحثين بالأمانة العلمية في هذا العهد، فما يمر أسبوع بدون مفاجئات غريبة تتمثل في سرقات جريئة من مؤلفاتي ومقالاتي، وأنا مع هذا أسكت لئلا يقال إني أكثر من الحديث عن نفسي!
وإصرارك وإصرار صديقك على أن هذا من عيوبي لن يصدني أبداً عن النص الصريح بأن خلائق كثيرة تنهب آرائي علانية وتعيش بها عيش السعداء
هل تذكر ما قال بعض الناس حين جازيت العقاد قتالاً بقتال؟
قالوا إنني أثنيت على العقاد من قبل، فكيف أهدم ما بنيت بالأمس؟
والاعتراض صحيح، ولكن المعترضين غفلوا عن أسباب ذلك الثناء، فقد أردت أن أشرح لطلبة السنة التوجيهية عناصر الكتب المقررة لمسابقة الأدب العربي، وعند ذلك تذكرت أني مدرس يعلم تلاميذ، ومن واجب المدرس أن ينزه أحكامه عن الأهواء
وأثني على نفسي فأقول إن تلك الدراسات نفعت المتسابقين اجزل النفع، وقد شكا الدكتور عبد الوهاب عزام والأستاذ إبراهيم مصطفى من تأثير تلك الدراسات في عقول الطلاب، وقالا في دعابة إنهما سيرجوان المعارف أن يشير بأن لا تعاد تلك الدراسات في مجلة الرسالة، بعد أن ظهر أنها تكثر من عدد الفائزين!
بهذا الصدق في الأحكام الأدبية أنصفت نحو عشرين باحثاً من رجال هذا الجيل، وفيهم خصوم ألداء يشرفون بريقهم حين يسمعون اسمي
فأين من يملك من الصدق بعض الذي أملك؟
المازني وحده يستطيع أن يجاريني صدقاً بصدق، فقد وقف بجانبي وقفة كريمة، يوم الدكتور طه على صفحات الرسالة إن كتاب النثر الفني كتاب من الكتب أخرجه كاتب من الكتاب
ولكن هل يستطيع الأستاذ المازني أن ينصف خصومه كما انصف أعدائه؟
لقد يئست من إنصاف الناس، فكيف نفسي؟
في كتاب (ملامح المجتمع العراقي) ثناء على الأستاذ المازني والأستاذ الزيات، فهل قدمت نسخة من هذا الكتاب إلى أحد هذين الرجلين؟