للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولنخدم مسرحنا ولنخدم لغتنا، فماذا يقعدنا عن التوسع فيها توسعاً لا نبخل عليه بجهد أو مال، ولا يصح أن نبخل عليه بجهد أو مال، وإلا أثبتنا أننا أمة من الأميين. . . ممن يفكرون كثيراً وينفذون قليلاً. . . بل لا ينفذون شيئاً

كيف يستكثر علينا مستكثر أن نصرخ في آذان وزارة المعارف لكي تقوم بواجبها في هذه السبيل فتولي عنايتها إدارة الترجمة بها وتشجع المترجمين بالمبالغ الضخمة التي تحفزهم وتشحذ همهم

لماذا لا ترفع عدد المترجمين الفنيين إلى مائة أو مائتين بدل هذا العدد الذي لم يرتفع إلى عشرة بعد؟

لماذا لا يتنوع المترجمون فينقلون من الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية واليونانية القديمة ومن اللاتينية والروسية؟

لماذا لا ترصد المبالغ الضخمة لهذه الإدارة التي لا تقل فائدتها للبلاد واللغة والأدب والعلم عن الجامعة ولا عن مجمع اللغة ولا عن مصلحة الآثار؟

ومتى يتاح لوزارة المعارف عصر كهذا العصر الديمقراطي الذي يعنى بصالح الأمة فيهيئ لأدبها ولغتها هذا الإصلاح؟

ومتى يتاح لوزارة المعارف رجلان كالرجلين اللذين يرسمان سياستها ويقودان سفينتها، فتكون فرصة إدارة الترجمة، وفرصة الأدب العربي، وفرصة اللغة، وفرصة المسرح، وكل فرص الحياة الثقافية العامة في وجودهما، ولتعز إدارة الترجمة، وليعز الأدب العربي، ولتعز اللغة العربية، وليعز المسرح المصري ورجاله الشهداء الأوفياء؟!

. . . ليقل جاهل أو غبي كما قال من قبل، إن هذا كلام له ما وراءه. . . لا. . . فنحن بحمد الله مستعدون للارتداد إلى خطوطنا الأولى. . . ولذلك فإنا لا نبالي بأن نلاحظ على وزارة المعارف تقصيرها في العمل للنهضة الثقافية بمصر، بالرغم مما هيئ لها من زعامة أدبية خالصة كانت لمصر فيها آمال كبار؛ وما تزال لها فيها تلك الآمال الكبار. وإنا لن نمل من الكتابة في هذا والتبشير به والإلحاح فيه، حتى تبلغ منه نهضتنا ما تريد

على أن التفكير في إنشاء معاهد كثيرة للتمثيل، لابد أن يسبقه تفكير في نقل عدد كبير من الدراسات الأجنبية الرائعة لأشهر الكتاب الدراميين كي تجد المعاهد ثروتها من الروايات

<<  <  ج:
ص:  >  >>